مصدر الصورة: Image by senivpetro on Freepik
لا أدري إن كنت مثلي ولكن أنا أم لأربع بنات ولا أريد إنجاب الصبي، ولي أسباب عدّة لاتّخاذ هذا القرار أشاركك بها في هذه المقالة.
كما أنّ هناك أمور لا تفهمها سوى أم الصبيان، كذلك الأمر بالنسبة لأم البنات. ولأنني أم عربية، قد يكون لدي الرغبة بإنجاب الصبيان لما لهذا المعتقد من ارتباط وثيق بالثقافة والإرث. ولكن، في الحقيقة، لا أرغب في ذلك. نعم! أنا أم لأربع بنات ولا أريد إنجاب الصبيّ، لا بل أشكر ربّي كل يوم على بناتي، فوجودهنّ في حياتي نعمة ورزق وفير.
إجتماعيًّا، قد أكون امرأة غير مكترثة بالسلالة، إذ إنّه في مجتمعاتنا العربية يحمل الأطفال إسم الأب وليس الأم، كذلك الجنسية. أمّا أنا فلا أفكّر بهذه المعتقدات، وبخاصّةٍ عندما اختبرت إحساس الأمومة لأول مرة كأمّ للبنات!
في الحقيقة، كل الأم لديها بنات ستفهم ماذا أقول. فالأم التي لديها أربع بنات تعيش تجربة فريدة ومميزة، إذ يمكن أن يكون للبنات تأثير إيجابي على الأسرة بأكمالها. إنّ الدعم العاطفي، الحب، الرعاية والتفهم وتصرّفات جميلة أخرى تقوم بها البنت في البيت مع أهلها، تميّزها عن الصبيّ.
رغم أنّ هناك تحديات كبيرة تواجهها أم البنات وتحديدًا في التربية في مجتمع يفضّل الأولاد على النبات، إلّا أنّ العيش مع بنات صغار يكبرن بوتيرة سريعة ومفرحة له أثر إيجابي يطغى على التحديات. فالأهم، أني أعمل جاهدة على تمكين بناتي من خلال التركيز على تعلميهنّ القيم وتشجيعهنّ على التعلّم والوصول إلى أعلى المراتب.
لم أخضع يومًا للضغوط الاجتماعي لإنجاب الطفل الخامس علّه يكون صبيًا. أنا مكتفية بمن أنجبت، وهنّ زهرة عمري وفرحتي. كذلك والدهنّ، زوجي الذي يؤيّدني بأن للبنات نكهة خاصة في البيت وهو لا يطمح لإنجاب المزيد علّهم يكونون صبيانًا. في الحقيقة، إنّ الرضا بما أعطاه الله هو مفتاح السعادة والراحة النفسية أكان بنتًا أم صبيًّا.
أخيرًا، أنا أم تلبّي كل احتياجات طفلتها ولكنّها ليست دلّوعة. لا تخافي من أن تحملي طفلتك وهي صغيرة، أو تعطيها القبل والعناق، فهذا كلّه رصيد عاطفةٍ تحتاجه لتنطلق في حياتها في المستقبل. ولا تنسي أنّ الأمومة هي تجربة شخصية وفريدة، أنا أم لديها أربع بنات وأشعر بسعادة كبيرة، وأنتِ، إبحثي عما يرضيك في عائلتك وأولادك.