"الاعتذار من شيم الكبار"، هذا ما نسمعه عادةً إلّا أنّ نوعاً من الأشخاص يمتنع عن هذا الفعل حتّى وإن أخطأ تجاه غيره، ولكن لماذا؟ ذلك لأنّ هؤلاء لا يعتبرون كلمة "آسف" مجرّد اعتذار بل لهذه الكلمة تداعيات نفسية أعمق بكثير لديهم ما يؤدّي إلى إثارة مخاوفهم وتترجم بمحاولة يائسة لتجنّب ما يلي:
* الاعتراف بالخطأ عند الأشخاص الذين لا يعتذرون أمر مخيف لأنّ لديهم صعوبة في فصل أعمالهم عن شخصياتهم؛ إذ إن قاموا بأمر سيّئ يصنّفون أنفسهم على أنّهم أشخاص سيئون، لذا فتقديم الاعتذارات يشكّل تهديداً كبيراً لاحترام الذات.
* إن كان الاعتذار يعدّ اعترافاً بالذنب عند معظم الناس إلّا أنّه عند الأشخاص الذين لا يعتذرون هو بمثابة عار. وفي حين أنّ الذنب يولّد فينا شعوراً سيّئاً تجاه أعمالنا فمن جهة أخرى يولّد العار شعوراً سيّئاً تجاه أنفسهم.
* وإن اعتبر البعض أنّ الاعتذار قد يكون فرصة لحلّ النزاعات بين الأشخاص، إلّا أنّ الذين لا يعتذرون يرون أنّه سيفتح الباب أمام المزيد من الاتهامات والمشاكل ما يمكن أن يؤدّي أيضاً إلى تذكيرهم بمواضيع سابقة كان يجب أن يعتذروا عنها.
12 عادة يتعلمها الأطفال في الصغر
* يخاف الشخص الذي لا يعتذر من الاعتذار لأنّه يعتقد أنّ فعلاً كهذا سيحمّله كامل المسؤولية ويرفع الذنب عن الطرف الآخر. مهما كانت الأسباب التي يختبئ نفسيّاً وراءها بعض الأشخاص، يبقى الاعتذار إحدى القيم الأساسية لبناء العلاقات الوطيدة بين الأفراد.