أعلم أنّ الأطفال يحبون طرح الأسئلة، وأعلم أيضًا أنّ هذه الأسئلة تساعدهم على النمو والتعلّم بطريقة فعالة وإيجابية. لكن هل يجب فعلًا أن أجيب طفلي على كلّ أسئلته؟
أحبّ طفلي من كلّ قلبي، وأفعل المستحيل من أجله، لكن عندما يسألني "لماذا؟" 39 مرّة متتالية بشأن موضوع سخيف، سيرتفع ضغطي بلا شك! لذلك، عندما يبدأ طفلي بطرح الأسئلة، أقول له ببساطة إنني "لا أعلم" (لأنني في أغلب الأحيان أكون لا أعلم أصلًا!). على سبيل المثال، وكي لا تقلن أنني أبالغ، نظرت إليّ ابنتي نظرة مطوّلة وقالت: "هل سُمّيت البرتقالة كذلك لأنها برتقالية اللون، أم أنّ اللون البرتقالي اتخذ اسمه من البرتقالة؟" بالله عليك! كيف لي أن أعرف؟
المهم، ذات يوم، وبينما كنت أتصفّح الإنترنت، أدركت أمرًا لم يكن في الحسبان جعلني أتخذ قرار الإجابة على كافة الأسئلة التي يطرحها طفلي، مهما كانت سخيفة بنظري، وإليك السبب!
سيحصل على معلوماته من مصادر أخرى!
إنّ عالمنا اليوم لم يعد كما كان عليه في أيامنا، إذ باتت الإنترنت ومواقع التواصل الإجتماعي تقود كلّ حياتنا ومعلوماتنا. لذلك، يجب أن تدركي جيدًا أنه يمكن لطفلك أن يحصل على المعلومات التي يريدها من مصدر غيرك، وأنه يمكن لهذا المصدر أن يكون كاذب وخطر.
فمثلًا، هل يجب أن تخبري ابنك عن الدورة الشهرية؟ طبعًا، لأنك إن لم تفعلي، قد يبحث عن الموضوع في الإنترنت حيث لا تكون كلّ المعلومات دقيقة. كذلك الأمر، إذا سألتك ابنتك "من أين يأتي الأطفال؟" أجيبيها بالطريقة التي تناسبك بدلًا من تركها تبحث عن إجابة لسؤالها في مكانٍ غير آمن.
أما بالنسبة إلى الأسئلة التي لا تعلمين إجابتها، بدلًا من قول "لا أعلم" الناهية، يمكنك أن تقولي "لم أفكر يومًا بهذا السؤال، ما رأيك أنت؟ دعنا نبحث عن الإجابة معًا".
بهذه الطرق، تكونين قد أعطيت طفلك ما يريد، بالطريقة التي تريدينها أنت، بدون تعريضه لخطر الحصول على معلومات كاذبة لا تناسب عمره!
في هذا الصدد، إليك طريقة مناسبة لإخبار ابنتك عن الدورة الشهرية