من الطبيعي أن يشعر الطفل بالخجل بعمرٍ يناهز السنتين، ومرد ذلك إلى سببين أساسيين: الأول، طبع الطفل الخجول، وميله الدائم إلى البقاء هادئاً ومنطوياً على ذاته ومتردداً بوجود أشخاصٍ غرباء أو في أثناء ممارسته لأنشطة جماعية، واحتياجه لوقتٍ إضافيٍّ للشعور بالارتياح والثقة في مواضع وظروف جديدة.
والثاني، أعراض "قلق الانفصال" التي تُرافق الطفل في هذا العمر لإدراكه بأنه كيان منفصل عن أهله وأنّ هؤلاء قد يبتعدون عنه في أي لحظة. وفي الإجمال، يبلغ هذا القلق حدّته بين العشرة أشهر والاثني عشر شهراً ويخفّ في أواخر العام الثاني.
وبغض النظر عن أسباب الخجل عند طفلك، نصيحتنا لكِ واحدة: ساعدي طفلك على الشعور بالراحة في بعض المواقف الاجتماعية من خلال السماح له بالتفاعل مع الآخرين على طريقته الخاصة. واطلبي من الأصدقاء والأقارب قبل أن يقوموا بزيارتكم الاقتراب منه ببطء وانتظاره حتى يقوم بخطوةٍ تجاههم، وليس العكس.
وفي ما يتعلق بالأنشطة الجماعية، لا تقلقي إن لم يتحمّس طفلك وينكبّ على اللعب. أَجلسيه في حضنك ودعيه يتفرّج على الأطفال الآخرين بدلاً من الاختلاط معهم. فهذا الأمر قد يُشعره برضى أكبر لمشاركته بشروطه الخاصة، حتى ولو كانت هذه الشروط مجرّد مشاهدة من بعيد.