إنّ تعلُّم ضبط المشاعر يمنح الطفل قدرةً على مواجهة الضغوط اليومية. في عالم سريع الإيقاع مليء بالمحفّزات، يحتاج الصغار إلى أدوات تساعدهم في التعبير عن عواطفهم بشكل صحي. لهذا السبب، يندرج تعليم التحكم الانفعالي ضمن المهارات الأساسية التي تُعزّز النجاح المدرسي والاجتماعي.
في هذا المقال، أشارككِ أهمّ فوائد هذا التدريب، ثم أقدّم أنشطة بسيطة حسب عمر الطفل، تساعده على تطوير هذه المهارة خطوةً خطوة. تابعي القراءة لتكتشفي كيف تنمّين هذه القدرة لدى صغيركِ.
أهمية ضبط المشاعر لدى الأطفال
عندما يتقن الطفل فنّ ضبط مشاعره، يتمكّن من التفكير بهدوء قبل التصرّف. هذا يُقلّل من ردود الفعل الاندفاعية، ويُعزّز القدرة على اتخاذ قرارات واعية.

تُشير الدراسات إلى أن الأطفال الذين يمتلكون مرونة معرفية أعلى، وحلّ المشاكل بشكل أفضل، غالبًا ما يظهرون تحكّمًا أكبر في انفعالاتهم. هذه المهارات تؤثّر بشكل مباشر في الأداء الأكاديمي وفي جودة العلاقات الاجتماعية (Blair & Raver, 2015).
تعزيز التكيّف والمرونة النفسية
يُصبح الطفل القادر على ضبط عواطفه أكثر استعدادًا لمواجهة التحديات. يتكيّف بسهولة مع المواقف الجديدة ويُبدي مرونة في التعامل مع التغيير. بذلك، تقلّ لديه مخاطر القلق والسلوكيات السلبية (Aldao et al., 2010).
كيف تنمّين ضبط المشاعر حسب عمر الطفل؟
للأطفال من عمر ٣ إلى ٥ سنوات
في هذه المرحلة المبكرة، يحتاج الطفل إلى دعم مباشر. شجّعيه على تسمية مشاعره من خلال قراءة القصص، واستخدمي ألعاب التمثيل لتعليم التعاطف. كرّري العبارات التي تعبّر عن المشاعر مثل: “أفهم أنّك غاضب الآن”، ممّا يساعده على التعريف بحالته الشعورية.
للأطفال من عمر ٦ إلى ٩ سنوات
في هذا العمر، يفهم الطفل أكثر عن الأسباب التي تولّد مشاعره. درّبيه على تقنيات التنفّس العميق لتهدئة النفس. استخدمي البطاقات المصوّرة التي تعرض مواقف يومية، واطلبي منه أن يقترح تصرّفًا مناسبًا لكل موقف.
للأطفال من عمر ١٠ سنوات فما فوق
مع نموّ قدراته الفكرية، يمكن إدخال مفاهيم أعمق. ناقشي معه استراتيجيات حلّ المشاكل. علّميه كيف يقيّم الموقف قبل الاستجابة. كذلك، درّبيه على تدوين مشاعره في دفتر يوميّ، ما يُعزّز الوعي الذاتي والانضباط الداخلي.
ضبط المشاعر يضمن صحة نفسية مستدامة
يُشكّل تدريب الطفل على ضبط مشاعره استثمارًا طويل الأمد في صحته النفسية. الطفل الذي يضبط مشاعره يصبح أكثر ثقةً بنفسه، وأكثر قدرة على بناء علاقات إيجابية. إضافةً إلى ذلك، يحافظ على مرونة ذهنية تجعله أقلّ عُرضة للتوتّر والاضطرابات المزاجية لاحقًا (Gross, 2015). ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن مسؤوليات الطفل حسب عمره.