هل بقايا الاجهاض تضر المرأة؟ قد يكون هذا السؤال من أول ما يتبادر إلى ذهنكِ بعد تجربة الإجهاض. خاصّةً في ظلّ القلق حول الآثار الجسديّة التي قد تترتّب عليها. تُعتبَر تجربة الإجهاض مؤلِمةً ومُرهقة جسديًا ونفسيًا، وتتطلّب متابعةً دقيقة لصحّة الرحم للتأكّد من خلوّه من أيّ بقايا قد تؤثّر سلبًا على صحتكِ المستقبليّة، أو تؤدّي إلى مواجهة مشاكل في الخصوبة.
في هذا المقال، سنقدّم لكِ إجابةً شاملةً وموثوقة حول هذا الموضوع. حيث سنناقش مدى تأثير بقايا الإجهاض على صحّة المرأة، وكيف يمكنكِ التأكّد من نظافة الرحم، وما إذا كان بإمكانك الحمل بوجود بقايا. بالإضافة إلى عرض أفضل الطرق التي تضمن لكِ استعادة صحّتكِ الكاملة بعد الإجهاض.
وجود بقايا بعد الإجهاض هل يشكل خطورة؟
قد يبقى بعد حدوث الإجهاض بقايا أنسجة وخلايا جنينيّة داخل الرحم، وهو ما يُعرف بـ “بقايا الإجهاض”. هل بقايا الاجهاض تضر وتشكّل خطرًا؟ نعم، إن وجود بقايا الإجهاض داخل الرحم قد يشكّل خطرًا حقيقيًا على صحتكِ. حيث أنّ تراكمها يؤدّي إلى حدوث التهابات قد تكون خطيرة إذا لم تُعالَج فورًا. تشير الأبحاث إلى أنّ وجود بقايا إجهاض يمكن أن يسبّب التهابات في الرحم تُعرَف باسم التهاب بطانة الرحم (Endometritis). وقد يرافق هذه الالتهابات نزيف غير منتظم، وألم أسفل البطن [National Library of Medicine].
بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدّي وجود بقايا الإجهاض في الرحم إلى تكوّن نسيج ندبي، والذي قد يؤثر سلبًا على الخصوبة المستقبلية عن طريق إعاقة بطانة الرحم الطبيعيّة. وفقًا لإحدى الدراسات، فإنّ الالتهابات التي تحدث بسبب بقايا الإجهاض تزيد من خطر تكوّن تليّفاتٍ داخل الرحم. ممّا يؤدّي إلى صعوباتٍ في الحمل مستقبلًا [PubMed]. لهذا السبب، يُنصَح بشدّةٍ بضرورة المتابعة الطبيّة بعد الإجهاض للتأكّد من أنّ الرحم خالٍ من أيّ بقايا.
كيف أعرف أنّ رحمي نظيف من بقايا الإجهاض؟
هل بقايا الاجهاض تضر وتشكّل خطرًا؟ بعد الإجهاض، يُعتبَر التأكّد من نظافة الرحم أمرًا حيويًا للحفاظ على صحتكِ العامّة. هناك عدّة طرق طبيّة يمكن للطبيب استخدامها للتأكّد من خلو الرحم من بقايا الإجهاض. يُعَدّ الفحص باستخدام الموجات فوق الصوتية من أفضل الوسائل، حيث يسمح للطبيب برؤية ما إذا كانت هناك أي بقايا داخل الرحم. ينصح الخبراء بإجراء هذا الفحص بعد الإجهاض بفترة قصيرة لضمان التدخل السريع إذا لزم الأمر [American Journal of Obstetrics and Gynecology].
إضافةً إلى الفحص الطبي، يمكنكِ مراقبة بعض العوارض التي قد تدل على وجود بقايا في الرحم. من بينها، يمكن أن تشعري بآلام مستمرة أسفل البطن، أو تلاحظين نزيفًا غير طبيعي يستمر لفترة طويلة. في حال ظهرت هذه العلامات، ينبغي عليكِ التوجّه للطبيب فورًا للحصول على التشخيص المناسب.
وفي بعض الحالات، قد يلجأ الطبيب إلى إجراء عمليّة بسيطة تُعرَف بالكحت أو تنظيف الرحم (Dilation and Curettage – D&C) لضمان إزالة أي بقايا قد تكون عالقة. يُعتبر هذا الإجراء آمنًا وفعالًا في تنظيف الرحم وتجنّب حدوث التهابات الرحم أو حدوث مضاعفات أخرى. ويُفضَّل إجراء عملية الكحت تحت إشراف طبيبٍ مختصّ، حيث يضمن ذلك دقّة الإجراء ويقلّل من فرص حدوث مضاعفات [National Library of Medicine].
هل يحدث حمل مع وجود بقايا إجهاض؟
هل بقايا الاجهاض تضر وتُعيق حدوث الحمل مرّةً أخرى؟ في الواقع، يُعَدّ وجود بقايا في الرحم عائقًا أمام الحمل. حيث تتداخل بقايا الإجهاض مع بطانة الرحم الطبيعية. ممّا يجعل عمليّة التخصيب وزرع الجنين أصعب. كما أنّ وجود بقايا قد يؤدّي إلى بيئة غير صحية داخل الرحم. ممّا يزيد من خطر حدوث إجهاض آخر أو مضاعفات خلال الحمل [Human Reproduction].
ومع ذلك، في بعض الحالات النادرة، قد يحدث حمل بالرغم من وجود بقايا صغيرة. ولكن هذا يزيد من مخاطر الحمل ويضع الأم والجنين في وضعٍ صحّي غير مستقر. لذلك، إذا كنتِ تخطّطين للحمل مرّةً أخرى، من الأفضل أن تتأكّدي من خلوّ الرحم من أيّ بقايا إجهاض قبل الشروع في الحمل. يقوم الطبيب بمساعدتكِ في تحديد الوقت المناسب لمحاولة الحمل مجددًا. كما يقدّم لكِ نصائح تساعدكِ على الاستعداد الجيّد لذلك.
في الختام، هل بقايا الاجهاض تضر وتُشكّل خطرًا على الصحّة العامّة؟ بالفعل، قد تشكّل بقايا الإجهاض خطرًا على صحتكِ إذا لم تُعالَج بشكلٍ سليم. فهي تزيد من فرص حدوث التهابات، وتُقلّل من فرص الحمل السليم. لهذا السبب، من المهمّ المواظبة على المتابعة الطبيّة بعد الإجهاض للتأكّد من نظافة الرحم وخلوّه من أيّ بقايا قد تعرقل صحّتكِ أو خططكِ المستقبلية في الحمل. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وأجبناكِ على سؤال: هل حبوب منع الحمل توقف دم الاجهاض؟
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أنّ العناية الصحية بعد الإجهاض ضروريّة جدًا لضمان تعافيكِ بشكلٍ كامل. كما أودّ أن أشدّد على ضرورة طلب المساعدة والدعم النفسي إذا شعرتِ بأنّ التجربة كانت ثقيلة من الناحية العاطفيّة. فصحّتكِ النفسيّة لا تقلّ أهميّةً عن صحّتكِ الجسدية. ومن المهم أن تمنحي نفسكِ الوقت الكافي لتجاوز هذه المرحلة الصعبة.