"الأهلُ دائماً على حق حتى ولو لم يكونوا كذلك فعلياً"…
اعتبارٌ يعتنقه أكثرية الأهل ولا يشذّوا عنه، حتى أنهم يأبوا أن يعترفوا بأخطائهم ويعتذروا لأطفالهم متى أساؤوا إليهم، مخافة أن يخسروا ثقتهم ويُمسوا محط انتقادٍ واستخفافٍ لهم، هم المؤتمنون على تربيتهم وسلامتهم وكلّ ما يتعلّق بوجودهم وكيانهم…
والحقيقة أنّ هذا الاعتبار غير صحيح والأفضل استبداله بالصدق والصراحة. فالأطفال يزيدون ثقةً بالنفس لو أدركوا أنّ أهلهم يرتكبون الأخطاء مثلهم ولكنهم ناضجون كفاية ليعترفوا بهذه الأخطاء ويطلبوا الصفح عنها.
غير أنّ هذا لا يعني بأن تعتذري لطفلكِ في كلّ مرة تُوجهّين له ملاحظةً قاسيةً أو تطلبين منه طلباً يُزعجه. بل يعني بأن تعتذري له عندما تُخطئين بحقّه، كما في الحالات التالية:
- عندما تصرخين في وجهه أو تُعاقبينه بقسوة.
- عندما تُحرجينه.
- عندما تلومينه على فعلٍ لم يقترفه.
- عندما تفقدين أعصابكِ أو تتصرّفين بانفعالٍ تجاهه.
- عندما يشهد على تصّرفكِ بفظاظة مع الآخرين.
- عندما لا تلتزمين بكلامك معه.
وليكن اعتذاركِ مقتضباً ومراعياً للشروط أدناه:
- لا تُقدمي على الاعتذار من طفلكِ فيما لا يزال غضباً. بل إنتظري حتى يهدأ.
- لا تنفي اعتذاركِ بتعبير "لكن" حتى ولو كان سلوك طفلكِ هو الذي أثار غضبكِ ودفعكِ إلى التصرف على النحو الذي تصرفته. فأنتِ المسؤولة عن كلماتكِ واعتذاركِ سيعلّم صغيركِ أن يكون بدوره مسؤولاً عن كلماته وتصرفاته.
- حاولي أن تُعوّضي لطفلكِ عن الأذى الكبير الذي لحق به جراء تصرّفكِ بكورنيه من الآيس كريم أو مكافأة أخرى بسيطة.
- بعد الاعتذار وتصحيح الخطأ والوعد بعدم الرجوع إليه، ضعي الموقف وراء ظهركِ ولا تسمحي لطفلكِ بأن يعتبره مأخذاً عليكِ.
صدّقي الاعتذار طريقة مثالية تُحافظين بها على علاقتكِ الصحية بطفلكِ وتُعلّمينه بفضلها كيفية التعامل مع الآخرين عندما يُخطئون إليه. فلتكوني له القدوة الصالحة والمتسامحة!
اقرأي أيضاً: متى يعتذر الطفل وكيف؟