متى تزيد حركة الجنين ومتى تقل ؟ سؤال يشغل بال كل أم تنتظر مولودها بفارغ الصبر. فحركة الجنين هي أحد أهم الإشارات التي تطمئن الأم على صحة جنينها وتطوره داخل الرحم. تختلف حركات الجنين من مرحلة إلى أخرى ومن يوم لآخر، مما قد يثير تساؤلات وقلق لدى الأمهات حول طبيعتها ومتى تكون طبيعية أو تحتاج إلى استشارة طبية.
في هذا المقال، سنتحدث عن طبيعة حركة الجنين ولماذا تختلف من يوم إلى آخر. سنوضح متى تبدأ هذه الحركات بقوة، وما هي العلامات التي تشير إلى وجود مشكلة قد تستدعي التدخل الطبي. هدفنا أن نقدم دليلًا عمليًا يعتمد على أحدث الدراسات العلمية لتوفير طمأنينة للأم ومساعدتها في فهم ما يحدث في مختلف تطوّرات الجنين داخل الرحم.
هل تختلف حركة الجنين من يوم لآخر؟
متى تزيد حركة الجنين ومتى تقل ؟ وهل تختلف من يوم لآخر؟ نعم، تختلف حركة الجنين من يوم لآخر بناءً على عدة عوامل تؤثر على نشاطه. حيث أنّ حركة الجنين ليست ثابتة طوال فترة الحمل، بل تتأثر بعوامل داخلية وخارجية سنكشف لكِ في ما يلي عن أبرزها:
1. حال الجنين الصحيّة
تؤثّر صحّة الجنين بشكلٍ مباشر على نشاطه. إذا كان الجنين يتمتّع بصحّةٍ جيّدة وكان يتلقى تغذية وأكسجين كافيين عبر المشيمة، فإن حركته تكون منتظمة ونشطة. فقد أشارت دراسة نشرتها American Pregnancy Association إلى أن التغيرات في حركة الجنين يمكن أن تكون مؤشرًا على صحة المشيمة.
2. نموّ الجنين
مع تقدم الحمل، يزداد حجم الجنين ممّا يحدّ من قدرته على الحركة بحرية داخل الرحم. هذا يعني أن حركة الجنين في الأشهر الأخيرة قد تكون أقلّ كثافة مقارنةً بالأسابيع الأولى.
3. نشاط الأم وحالها النفسيّة
إذا كانت الأم نشطة خلال النهار، قد تقلّ ملاحظتها لحركات الجنين، بينما يزداد الإحساس بها عند الاسترخاء. يمكن أن يؤثّر الشعور بالتوتر النفسي أيضًا على نشاط الجنين، كما أوضحت دراسة في Journal of Obstetrics and Gynecology..
متى تبدأ حركة الجنين قوية؟
متى تزيد حركة الجنين ومتى تقل ؟ تبدأ حركة الجنين في الأسابيع الأولى من الحمل، لكن الأم قد لا تشعر بها إلا بعد مرور وقت معين. عندما تكون الحركات قوية ومستمرة، فإنها تدل على تطور طبيعي وصحي للجنين.
1. الأسابيع الأولى
تبدأ حركة الجنين في وقتٍ مبكرٍ جدًا، عادةً بين الأسبوع السابع والعاشر من الحمل، لكنها تكون ضعيفة وغير محسوسة. لا تشعر الأم بهذه الحركات بسبب صغر حجم الجنين.
2. الثلث الثاني من الحمل
تبدأ الحركات القوية غالبًا في الأسبوع الثامن عشر وحتى الأسبوع العشرين. في هذه المرحلة، تكون الحركات أكثر وضوحًا، وتصفها الأمهات بأنها تشبه “رفرفة الفراشات” أو “فقاعات الهواء”. تؤكّد Mayo Clinic أن الحركات تصبح قوية ومستمرة خلال هذا الثلث.
3. الثلث الثالث من الحمل
في هذه المرحلة، تصبح الحركات أقوى وأوضح نتيجة زيادة حجم الجنين وقوة عضلاته. قد تشعر الأم بركلات الجنين القوية التي تدل على نموه الطبيعي.
متى يجب القلق على حركة الجنين؟
متى تزيد حركة الجنين ومتى تقل ؟ في بعض الأحيان، قد تقل حركة الجنين أو تصبح غير منتظمة، مما قد يثير قلق الأم. هناك علامات معينة يجب الانتباه إليها، حيث تشير إلى وجود مشكلة تحتاج إلى متابعة طبية. لذا، سنكشف لكِ في ما يلي عن أكثرها شيوعًا:
1. انخفاض ملحوظ في الحركة
إذا لاحظت الأم انخفاضًا واضحًا في عدد الحركات اليومية، يجب أن تستشير الطبيب.حيث قد يكون ذلك مؤشرًا على نقص الأكسجين أو وجود مشكلة في المشيمة، كما أوضحت دراسة في American Journal of Obstetrics & Gynecology.
2. توقّف الحركة تمامًا
في حال توقّف الحركة تمامًا لمدة تزيد عن 24 ساعة، ينبغي التوجه فورًا للطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة مثل الموجات فوق الصوتية.
3. حركات غير طبيعيّة
إذا كانت حركات الجنين مفاجئة أو متشنجة بشكل غير طبيعي، يجب استشارة الطبيب. قد تشير هذه الحركات إلى مشاكل عصبية أو ضغط على الحبل السري.
4. قياس عدد الركلات
تنصح Cleveland Clinic الأمهات بمراقبة عدد الركلات يوميًا. إذا كانت الركلات أقل من 10 خلال ساعتين في فترة راحة الأم، يجب إبلاغ الطبيب.
في النهاية، تعد حركة الجنين واحدة من أجمل وأهم التجارب التي تمر بها الأم خلال فترة الحمل. تعتمد الإجابة عن سؤال: متى تزيد حركة الجنين ومتى تقل ؟ على مرحلة الحمل، وحال الجنين، ونمط حياة الأم. من الضروري أن تكون الأم على دراية بتغيرات الحركة الطبيعية ومتى تصبح مؤشرًا لمشكلة صحيّة. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن كيفيّة مُلاحظة حركة الجنين ومعرفة جنسه في الشهر الثاني من الحمل.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أن التواصل المستمر مع الطبيب ومتابعة صحة الجنين بانتظام يساعدان في تقليل التوتر وضمان حمل صحي. أنصح كل أم بمراقبة حركات جنينها والتفاعل معها يوميًا، حيث تعكس هذه الحركات صحة ونشاط الجنين. في حالة أي قلق أو تغير في الحركة، لا تترددي في استشارة المختصين لضمان أفضل رعاية لك ولجنينك.