أتذكرين أغنية "بايبي شارك"؟ كيف لا وقد كررها طفلك على مسامعك آلاف المرات؟ لماذا يعيد الأطفال الأغاني نفسها وما رأي الخبراء بهذه العادة؟
من الطبيعي أن يحب المرء نشاط أكثر من غيره أو أغنية أكثر من غيرها. فحتى نحن، لا نتردد في سماع أغنية نحبها أكثر من مرة لأنّ كلماتها تحاكي واقعنا مثلا. لكن بعد فترة، نملّ من سماعها! أمّا أطفالنا، فنراهم يعيدون الأغنية نفسها مرارا وتكرارا ويظهرون نفس المشاعر تجاهها بدون الملل منها.
على ما يبدو، تمكن علم النفس من إيجاد عدد من الأسباب المنطقية التي تحلّ لنا هذا اللغز!
أغاني تناسب نموهم الفكري
كما هي الحال لدى الراشدين، يستمتع الأطفال بالأغنيات التي تحاكي طريقة تفكيرهم ومشاعرعم. وبما أنّ أغلب الأطفال لا يفهمون معاني كلمات الأغنية، فهم يركزون على الموسيقى التي غالبا ما تكون حماسيةوتشجعهم على اللعب أو الرقص أو غيرها من الأنشطة.
الموسيقى طريقة تواصل
قد يفاجئك ذلك، لكن من شأن الموسيقى أن تساعد طفلك على استيعاب عملية "تكوين الصداقات". فلنتخيل أنك في مكان ما مع عائلتك، وسمع طفلك أغنية "بايبي شارك" المفضلة عنده. سيبدأ بدون شك بتأدية حركات الأغنية أو غنائها (حسب عمره). في الوقت عينه، سيبدأ أطفال آخرون بالقيام بالحركات عينها، الأمر الذي يعزز التواصل بين الأطفال.
من خلال ذلك، يتعلم الطفل مبدأ وجود أمور مشتركة بين الناس، وأنّ السبيل لتكوين الصداقات هو إيجاد هذه الأمور المشتركة والقيام بها معا.
الموضوع يتخطى الموسيقى
باختصار، إنّ الطفل لا يعيد الأغاني نفسها لأنه يرغب في إزعاجك، إنما هو يشعر بالراحة جراء القيام بذلك. فما يجدر بك معرفته هو أنّ هذه الأغنية التي يعيدها طفلك بدون كلل ولا ملل تشعره بالأمان. كيف؟ لأنه حفظها وحفظ لحنها، بات يعلم ما اللحن أو الكلمة أو الحركة التالية، فلا يفاجأ أو يخيب ظنه، بل يشعر بالأمان الذي تولده معرفة التالي.
تعرفي أيضا إلى فوائد الموسيقى للأطفال