طفلكِ أصبح في عمر يرتاد فيه المدرسة، وتشعرين أنّه يتمتع بشخصية خجولة بعض الشيء؟ لا شكّ أنّ آخر ما تريدين سماعه كأم في هذه المرحلة العمريّة هو أنّه يجد في صعوبة في الإندماج مع محيطه، ولا يستطيع تكوين صداقات له خلال ساعات الدوام… فما العمل في تلك الحالة؟
أوّلاً، وقبل اتخاذ أي تدابير، من المهمّ أن تفهمي أنّ ما يعاني منه طفلكِ شائع للغاية، فحسب إستفتاء أجرته جمعيّة The Ophelia Project، تبيّن أنّ حوالي 48 بالمئة من الأطفال في مرحلة ما يعانون من "العدوانية العلائقية"، والناجمة عن الخضوع للسخرية، التنمّر أو الشعور بالعزلة بسبب الآخرين.
لذلك، ولتحصين طفلكِ من هذه الحالة الشائعة، إتخذي التدابير التالية:
- كوني له مثالاً أعلى: لا تتوقعي أن يكون طفلكِ إجتماعياً ويحب التخالط مع الآخرين إن تكوني كذلك بنفسكِ! فأريه متعة التفاعل مع الآخرين من خلال المبادرة مثلاً للتعرّف إلى أهالي الأطفال الآخرين في المدرسة خلال إصطحابكِ إياه.
- درّبيه على المهارات الإجتماعية: بإمكانكِ التركيز على هذه النقطة منذ سنّ أصغر، حتّى قبل دخوله المدرسة؛ فمن المهمّ أن تقومي بتعليم طفلكِ بعض المهارات الإجتماعية مثل الإبتسام للآخرين، وتذكّر أسمائهم، على أن تكون طريقة تعليمكِ إياه سلسة، من خلال التركيز على كلّ مهارة إجتماعية على حدّة حتّى إتقانها.
- راقبي تصرفاته: أبقي عينيكِ على طفلكِ خلال اللعب في المنزل أو الأماكن العامّة، لإلتقاط أي تصرّف "عدائي" يمنعه من التخالط وتكوين الصداقات، وأرشديه بكلّ هدوء عن الطريقة الأمثل للتعامل مع كلّ موقف. على سبيل المثال لا الحصر، الإغلان بصوت مرتفع أنّه يريد الجلوس إلى جانب شخص ما يحمل دلالة كبيرة بأنّه لا يرغب بالجلوس إلى حانب أي شخص آخر!
- علّميه التعرّف إلى أصدقاء جدد: إغتنمي كلّ فرصة لتعليم طفلكِ أهمية توسيع دائرته الإجتماعية، كحثّه على دعوة المزيد من زملائه في المدرسة إلى حفل ميلاده، أو ترتيب موعد لعب له مع "الطفل الجديد".
هكذا وبلفتات صغيرة، ستضمنين أن يكون طفلكِ، في حضوركِ كما في غيابكِ، فرداً إجتماعياً يثبت ذاته ولا يواجه صعوبة في تكوين الصداقات!
إقرئي المزيد: افسحي المجال لصديق طفلكِ الخيالي…!