تطرح الأمهات سؤالًا دائمًا وهو لماذا يعاملني ولدي بشكل سيء؟ إليك في السطور التالية الأسباب وراء هذه الحالة والحلول المناسبة.
غالباً ما يجد الآباء والأمهات الذين يعانون من التوتر مع أطفالهم البالغين، أنفسهم غارقين في مشاعر متخبطة بين الحزن، والقلق، والإحباط، والفراغ. ولكن هذا التوتر لا ينبع من العدم وهو نتيجة تصرفات وسلوكيات بين الآباء والأولاد أوصلت الحالة إلى هذا النوع من التخبط. وإليك هنا اضطرابات نفسية تصيب طفلك نتيجة أخطاء التربية
العلاقات المتوترة بين الآباء والأولاد
وفقاً لما أورده الدكتور جيفري بيرنستين في دورية “سيكولوجي توداي”، فإنه وجد في جلسات التدريب التي أجراها مع عدد من الآباء، الذين يتعاملون ويتعايشون مع علاقات متوترة مع أطفالهم البالغين المتفاعلين والمؤذين، أنه يظهر سؤال شائع من الأولاد: “لماذا يعاملونني بهذه الطريقة؟”
أورد بيرنستين وبالاعتماد على تجاربه، ومن خلال البحث الذي أجراه في كتابه “10 أيام لطفل أقل تحديًا”، يقول: “أعتقد أن هناك ثلاثة أسباب رئيسية وراء المواقف السلبية والديناميكيات المتوترة بين الأطفال البالغين وآبائهم. وقبل الخوض في هذه الأمور، من المهم أن ندرك أنه لا يوجد والد خال من العيوب. وعلى الرغم من أساليب التواصل المكثفة في بعض الأحيان، والتي قد تنطوي على ملاحظات متطفلة ومهارات استماع ضعيفة، فإن الآباء عادًة ما يكنون حبًا عميقًا ورغبة حقيقية في رفاهية أطفالهم البالغين”. وهنا تصرّفات شائعة تُدمّر شخصيّة طفلكِ في المستقبل
أسباب المعاملة السيئة بين الآباء والأولاد
بحسب دورية الدكتور جيفري بيرنستين “سيكولوجي توداي”، فإن الأسباب الرئيسية الثلاثة التي تجعل من الأطفال البالغين يعاملون آبائهم بشكل سيئ جدًا فهي الآتي:
لقد كنت منتقدة ورافضة
يمكن للأم أو للوالدين الذين ينتقدون ويرفضون بشكل متكرر مشاعر وإنجازات أطفالهم البالغين أن يتسببوا في ضرر عاطفي عميق، وهذا ما يجعلهم يشعرون بعدم الكفاءة وقلة القيمة. يمكن للنقد المستمر من قبل الوالدين أن يعزز مشاعر العجز وانعدام الأمن لدى الطفل، مما يزيد شعوره بالاستياء والغضب. بالإضافة إلى ذلك فإن استخدام المتكرر للشعور بالذنب أو العار أو الاستخدام المتواصل لأساليب التلاعب من أجل السيطرة على سلوك الطفل البالغ يزيد هذا بشكل واضح من تفاقم التوتر في العلاقة بين الطفل ووالديه. كما أن عدم احترام الأهل لحدودهم واستقلاليتهم يزيد من نفور الطفل البالغ وهذا لن يمكنهم من الهروب من تأثير الوالدين وسيطرتهم. وتابعي هنا كيف يؤثر الضغط المرهق عند الوالدين على أطفالهما
الحل الإيجابي
الحل الإيجابي لهذه الحالة هو اعتماد التعاطف والتفاهم والتعزيز الإيجابي لأنه أمر ضروري لبناء علاقة صحية مع الطفل البالغ. يقول الخبير الاجتماعي: “عند تدريب الآباء، أساعدهم على التوقف عن التركيز على عيوب أطفالهم البالغين. وبدلاً من ذلك، يتعلم هؤلاء الآباء الاعتراف بنقاط القوة والقدرات لدى أطفالهم البالغين”.
لقد فشلت في الاعتراف بأنهم كبروا
مع انتقال الأطفال إلى مرحلة البلوغ، سيواجه الوالدين صعوبة في التكيف مع أدوارهم والاعتراف بأن أطفالهم أصبحوا أشخاصًا بالغين مستقلين. وظهور هذه الصعوبة سببها عوامل مختلفة، بما في ذلك وأولها الحنين إلى شباب أطفالهم، والميل الطبيعي لحمايتهم ورعايتهم، والتحدي المتمثل وهو عدم القدرة على التكييف مع الفكرة الجديدة وهي أن الطفل أصبح أكثر اكتفاءً ذاتيًا. وتعلمي هنا خطوات بسيطة تُساعدكِ على مواجهة غضب طفلكِ وتضمن السيطرة على مشاعره
قد يعتقد بعض الآباء بشكل مخطئ أنهم بحاجة إلى الحفاظ على سيطرتهم على حياة أطفالهم البالغين، مما يؤدي إلى صعوبات في التخلي عن تلك السيطرة مع نضوج أطفالهم. كما أن التوقعات غير الواقعية لحياة أطفالهم وعدم فهمهم لمستوى مسؤوليتهم واستقلالهم يمكن أن تزيد الأمور تعقيدًا.
الحل الأنسب
يشدد الدكتور جيفري بيرنستين على أمر بالغ الأهمية وهو التواصل الفعال بين الوالدين والطفل وتبادل الاحترام والاعتراف باستقلالية الطفل البالغ، بالإضافة إلى تعلم كيفية تشجيع استقلالية الأطفال، والاستماع أكثر لهم، والابتعاد قليلًا عن تقديم النصائح غير المرغوب فيها عند سماع أهداف وتطلعات أطفالهم.
توترات عاطفية لم يتم حلها
يقول الدكتور جيفري أن التوتر العاطفي بين الوالدين والأطفال البالغين ينبع من مصادر مختلفة، مثل القيم المختلفة والمبادئ المتغيرة بين الأجيال والصراعات حول الأحداث الماضية، أو العمل المستمر من أجل تعديل الأدوار والديناميكيات وتغييرها. وطبعًا ستظهر هذه المشاعر التي لم يتم حلها على شكل توتر وقلق مستمر في العلاقة بين الطرفين. وهنا 5 طرق يُفسد بها الآباء أطفالهم دون قصد
إن ما يزيد الأمور تعقيدًا هو عندما ينضج الأطفال ويعملون من أجل تأسيس هوياتهم الخاصة، قد يطورون مجموعة من القيم والمعتقدات التي بالتالي ستتعارض مع قيم ومعتقدات والديهم، وهذا ما سيزيد من الخلافات والتوترات. بالإضافة إلى ذلك، قد تنشأ الصراعات والصدمات من الماضي التي لم يتم حلها مرة أخرى في وقت لاحق من الحياة، مما يسهم في التوتر بين الآباء والأبناء البالغين. إن أنماط التواصل السيئة هذه ستؤدي إلى تفاقم هذه المشكلات، مما تزيد من سوء الفهم والحجج المؤذية.
الحل الأنسب لهذه الحالة
لحل هذه الحالة من الضروري أن تتم معالجة هذه المشاعر المتوترة مع طفلك فهي في بالغ الأهمية، وتتطلب إعطاء الأولوية للتعاطف والتفاهم والتواصل الإيجابي. كما أن على الآباء المشاركة في حوار دائم مفتوح وصادق مع الأولاد والاستماع بفعالية إلى مخاوف طفلك، وبذل جهد لفهم وجهات نظره. وهنا 5 دروس تربية فعالة من “وارن بافيت” أحد أنجح المستثمرين في التاريخ