العناد، وفقًا للمختصّين، هو عدم طاعة الطفل لأوامر والديه بالطريقة التي يرغبان فيها، خاصةً عندما يستمتع برفضها بحد ذاته، ممّا يؤثّر على طريقة تعبير الطفل عن غضبه.
يبدأ هذا السلوك العنيد عادةً من عمر 3 سنوات وما فوق، ويأتي نتيجة لتجربة الطفل للتحكم في العالم من حوله وتأكيد استقلاليته، كما يمكن أن يكون رد فعل لنقص في الرعاية والحنان، أو محاولة لجذب الانتباه لاحتياجاته الداخلية.
علامات العناد عند الطفل
تظهر علامات العناد بوضوح في سلوك الطفل، ممّا يمكن أن يؤدّي إلى إصابة طفلكِ بنوبات الغضب بسبب عدم تنفيذ رغباته، للذك سنكشف لكِ في ما يلي عن أبرزها:
- نوبات الغضب المتكررة.
- الكلام المفرط.
- النشاط المفرط.
- الإحباط السريع والاستسلام.
- صعوبة الانضباط والالتزام.
- صعوبة التعامل مع الزملاء والأصدقاء.
- عدم القدرة على تحمل النقد.
- مشاكل في الروتين اليومي كالنوم والاستيقاظ.
كيفية التعامل مع العناد
هناك عدة طرق يمكن اتباعها لمساعدة الطفل في التحكم في سلوكه العنيد وبالتالي تفادي حدّة طباعه وردّات فعله أثناء الغضب، لذلك سنكشف لكِ في ما يلي عن أبرزها:
- التفريق بين المشاعر والسلوك: علّمي الطفل تسمية مشاعره وتعلّمي منه كيف يتحكم في سلوكه عند الشعور بالغضب.
- امتلكي مهارات إدارة الغضب: قدمي نموذجًا جيدًا للطفل بكيفية التعامل مع المشاعر السلبية بطريقة هادئة ولطيفة.
- وضع قواعد واضحة: حددي قواعد السلوك بطريقة واضحة ومحددة، وتحدثي عن العواقب المحتملة للإصرار على العناد.
- علمي الطفل مهارات التكيف الصحية: قدمي للطفل بدائل صحية للتعامل مع الغضب، مثل استخدام الكلمات بدلًا من الضرب.
- اعطيه مهلة: دعي الطفل يتحكم في نفسه ويأخذ قسطًا من الوقت للتهدئة قبل أن يتورط في مشكلة.
- افرضي العقوبات عند الضرورة: استخدمي العواقب الإيجابية لتشجيع السلوك الصحيح والعواقب السلبية لتصحيح السلوك العنيد.
عبارات مفيدة لتهدئة الطفل
بعد تقديم الإرشادات والمشورة حول كيفية التعامل مع الطفل الغاضب، من المهمّ أن نفهم أيضًا أنّ استخدام بعض العبارات التي يمكن استخدامها لتهدئة الطفل في تلك اللحظات الصعبة قد تفي بالغرض، لذلك سنكشف لكِ في ما يلي عن أبرزها:
- “أحبك“: تذكّر هذه العبارة الطفل أن الحب لا يتغير بالغضب، وأنه محبوب بغض النظر عن مشاعره الحالية.
- “أرى أنك مستاء“: عندما يعلم الطفل أنك تدركين مشاعره، يشعر بالراحة والتقدير، ويصبح التعامل معه أسهل.
- “لا بأس أن تغضب“: إنّ تشجيع الطفل على التعبير عن مشاعره بشكل صحيح يساعده في فهم وتقبل مشاعره بدون خوف.
- “أنا ذاهبة إلى الحديقة“: إشارة إلى أن الحديقة هي مكان للهدوء والسلام، وأنه يمكنه الانضمام إليك هناك بعدما يهدأ.
- “هل تريد مساعدتي؟“: يوفر هذا السؤال فرصة للطفل للتفكير في كيفية تلبية احتياجاته والتعامل مع مشاعره بشكل أكثر فعالية.
- “أنا متأكدة أنه يمكننا إيجاد حل لاحقًا“: تبثّ هذه العبارة الأمل في قلب الطفل وتوضح له أنه ليس هناك حاجة للقلق، وأن هناك وقت لحل المشكلة بشكل مريح ومناسب.
- “ليس من المقبول أن تغضب بهذه الطريقة“: إنّ وضع الحدود للغضب يعلّم الطفل أن هناك طرقًا صحيحة وخاطئة للتعبير عن مشاعره.
- “أنت بأمان“: يجعل هذا البيان الطفل يشعر بالراحة والأمان، ويخفف من قلقه وتوتره.
- “سأكون هنا عندما تنتهي من غضبك“: تضمن هذه الجمل للطفل أن الدعم والتوجيه متاحين بعد انتهاء نوبة الغضب، مما يمنحه الطمأنينة والاستقرار.
في النهاية، يجدر بنا أن نفهم أن تعليم الأطفال كيفية التحكم في مشاعرهم والتعامل مع الغضب ليس بالمهمّة السهلة، ولكنها أساسية لتنمية صحية وسليمة لهم، لذا بالتدريب المستمر والصبر، يمكنهم تطوير مهارات إدارة الغضب والتحكم في النفس التي ستساعدهم في التعامل مع التحديات والضغوط في حياتهم، ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وأطلعناكِ على كيفيّة التعامل مع ضرب الطفل للآخرين.