بفضل موانع الحمل التي تطورت مع تقدم التكنولوجيا، اصبح ممكنا للمرأة ان تؤخر حملها قدرما تشاء. لكن لأي عمر يمكن للمرأة إنجاب الأطفال؟
في حين أصبح تأجيل الحمل ممكنا، الا ان ذلك قد يؤدي الى صعوبة في الحمل في وقت لاحق، كما قد يؤدي الى مضاعفات صحية للمرأة والجنين اذا ما تم الحمل. لذلك من المهم ان تدرك كل امرأة العوامل التي تؤثر في امكانية الحمل لديها وفي صحة مولودها.
هناك عوامل عدة قد تؤثر على خصوبة المرأة، لكن أبرزها هو العمر ومخزون البويضات.
خصوبة المرأة وعمرها
على عكس الرجل الذي ينتج ملايين الحيوانات المنوية في اليوم، تولد المرأة مع كل البويضات التي ستستخدمها في حياتها، بدون القدرة على إنتاج المزيد. وكأن اللامساواة الطبيعية هذه لا تكفي، يتدهور عدد بويضات المرأة مع تقدمها في العمر بشكل سريع وغير مبرر، فبحسب داغان ويلز، استاذ الطب الإنجابي في جامعة أوكسفورد، يبدأ ذلك ابتداءا من سن 35.
- عند الولادة: عند الولادة، يكون لدى الأنثى مليوني بويضة.
- عند البلوغ: عندما تبلغ، ينخفض عدد هذه البويضات إلى حوالى 300000، مع نسبة 18% فرص حمل في عمر الـ 25.
- عند بلوغ سن الثلاثين: تنخفض الخصوبة عند المرأة تدريجيا إذ يبقى منها ما يقدّر بـ 25000 بويضة فقط، مع نسبة 12% فرص حمل في عمر الـ 35.
- عند تخطي الخمسين من العمر: يصل عدد البويضات إلى ما لا يزيد عن 1000 بويضة، وتنعدم تقريبا نسبة فرص الحمل بعد ان كان 7% في عمر الـ 40.
ولأن لا قاعدة تخلو من الاستثناءات ولأن هذه الأرقام تقريبية وتختلف من امرأة لأخرى، أصبح بإمكانك إجراء تحليل "AMH" او تحليل الهرمون المضاد لمولر، اذ يلعب هذا الهرمون دورا اساسيا في تطوير الخلية البيضية المسؤولة عن تكوين الجنين. كلما قلّت مستويات هذا الهرمون، تراجعت خصوبة المرأة وفرصها في الحمل. ويعدّ هذا التحليل الأفضل والأكثر مصداقية على الرغم من وجود العديد غيره.
صحة الطفل والتطور التكنولوجي
في حين أنه ليس من المستحيل ان تحمل امرأة في عمر متقدم، الا ان خطر التعرض لمضاعفات صحية يزيد. كذلك، يزيد احتمال إنجاب طفل يعاني مشاكل صحية. فبالإضافة إلى تدهور عدد البويضات مع تقدم المرأة في العمر، تزيد نسبة حمل البويضات المتبقية لجينات قد تؤثر في صحة الطفل.
منذ سنوات عديدة ويعمل العلماء على إيجاد طريقة فعالة لإطالة عمر الخصوبة لدى المرأة. في حين لا تزال الدراسات قائمة، الا ان عدد من التخصيبات المخبرية قد تمت بنجاح. وتعتبر هذه النجاحات بمثابة بادرة خير لما قد يصل إليه العلم وبصيص أمل بالنسبة لكلّ من تحلم بأن تصبح أم.
في هذا السياق، أجرت أخصائية الأجنة الكندية أندريا جوريسيكوفا أبحاث عدد خلصت في ان التجارب الحياتية التي تمر بها كل امرأة، لا سيما الضغوط النفسية والتعرض للإشعاعات وغيرها من العوامل، تؤثر في عدد البويضات لديها وفي خصوبتها. فللحصول على فرص أكبر في الحمل في مراحل متقدمة من العمر، عيشي حياة هادئة وانتبهي لصحتك الجسدية والنفسية قدر المستطاع.
بهدف مساعدتك على تسهيل الحمل، اليك كيفية تنظيم الحمل عن طريقة الدورة الشهرية!