الحياة بعد استئصال المبايض تعتبر مقلقة ومخيفة للبعض، إذ إنّ التجربة التي قد تمرّين بها خلال هذه المرحلة قد لا تكون سهلة.
بالأخصّ لأنّ استئصال المبايض هو إجراء جراحي يُسبّبه عادةً وجود مشاكل صحيّة قد تشكّل خطورة على حياتك. فإذا كنت تمرّين بحالات مشابهة أو كان يهمّك معرفة المزيد عن الموضوع، سنتحدّث فيما يلي عن الحياة بعد استئصال المبايض. كما سنذكر أوّلًا أسباب استئصال المبايض، والمدّة المرتقبة للشفاء بعد العمليّة. بالإضافة الى الإجابة عن بعض الأسئلة المتعلّقة بالموضوع والتي قد تدور برأسك خلال هذه الفترة. فتابعي القراءة لمعرفة ما يتعلّق بالحياة بعد استئصال المبايض!
أسباب استئصال المبايض
قد لا يكون خيار استئصال سواء أحد المبيضين أو كليهما خيارًا سهلًا للجوء اليه. إلّا أنّ هناك أسباب عدّة تستدعي هذا الإجراء الجراحي، وبعض الحالات المسبّبة لذلك تؤثّر على صحّتك العامّة وقد تُهدّد حياتك. من بين هذه الأسباب ما هو طبيّ ومرتبط بمشاكل صحيّة في المبايض بحدّ ذاتها، أو بالجهاز التناسلي. ومن أبرز هذه الأسباب نذكر:
- معاناتك من التهابات الحوض المزمنة أو/والمبيض كالتهاب الأنبوب الحوضي: ففي حالات العدوى غير القابلة للعلاج والتي تسبّب تلفًا دائمًا بالمبيض، يتمّ اللجوء الى استئصال المبايض.
- الإصابة بالسرطان: ومنها سرطان المبيض الذي يُعتبر من الأسباب الرئيسيّة الذي تدفع الى استئصال المبايض، كجزء من العلاج، بالأخصّ في مراحله المتقدمة. من جهة أخرى قد يتمّ اللجوء أيضًا الى استئصال المبايض كتدبير وقائي لدى بعض النساء في حال شخّصن بسرطان الثدي. وكنّ يحملن جينات معيّنة، بالتحديد جينات BRCA1 أو BRCA2. ولهذه الأسباب قامت أنجلينا جولي بعملية إستئصال المبيض.
- التواء المبيض: ما يسبّب توقّف تدفّق الدمّ إلى المبيض وموت أنسجته، وبالتالي تلف المبيض، في حال لم يُعالج بشكل سريع.
- تكوّن أكياس على المبيضين أو متلازمة المبيض متعدد الكيسات: بشكل خاصّ في حال كانت الأكياس تسبّب لك ألمًا شديدًا وقد تشكّل خطرًا على صحّتك، وكانت كبيرة الحجم. إذ يمكن أن تتحوّل لأورام سرطانيّة. أو إذا كانت متلازمة المبيض متعدّد الكيسات غير قابلة للعلاج وتسبب مشاكل صحيّة كالعقم، النزيف المفرط أو آلام شديدة.
- تدخّلات جراحيّة متكررة في المبيض كإزالة الأكياس المتكررة، فيتمّ اختيار إزالة المبيض لتجنّب أي مضاعفات أخرى.
مدة الشفاء بعد الجراحة
تعتمد مدّة شفائك من عمليّة استئصال المبيض على عوامل عدّة، وأبرزها: نوع الجراحة، ما إذا كانت بالمنظار أو مفتوحة، وأي مضاعفات قد تترتّب عليها، وبالطبع حالتك الصحيّة العامّة. لذلك نشدّد دائمًا على ضرورة الالتزام بتعليمات الطبيب المعالج بدقّة. ولعلّ أبرزها لحين الشفاء التام هي عدم حمل أشياء ثقيلة أو ممارسة التمارين البدنيّة الشديدة.
- الجراحة باستخدام المنظار: تشمل هذه العمليّة شقوق صغيرة، لذلك تكون فترة الشفاء قصيرة نسبيًّا. إذ يمكنك العودة إلى روتينك اليوميّ والعمل (إذا لم يكن يتطلّب جهدًا جسديًّا) بحذر بعد أسبوع الى أسبوعين من الجراحة. على أن تقومي بالانتظار لمدّة لا تقلّ عن شهر الى ستّة أسابيع قبل استئناف نشاطك الرياضيّ المعتاد مثلًا.
- الجراحة المفتوحة أي عن طريق فتح البطن: تتطلّب شقًا أكبر، لذلك تكون فترة الشفاء منها أطول. إذ قد يحتاج جسمك إلى حوالي شهر الى ستّة أسابيع لتتمكّني من العودة إلى عملك وأنشطتك اليوميّة كالمعتاد. ولكن قد يحتاج البعض الى وقت أطول قليلًا للتعافي الكامل من هذه الجراحة.
متى يسمح بالجماع بعد استئصال المبيض؟
بعد التدخّل الجراحي لاستئصال مبيض واحد أو مبيضين، يعتمد وقت السماح بالعودة للنشاط الجنسي بشكل أساس على مدّة الشفاء منه. إذ يتعلّق الأمر بعوامل عدّة وأبرزها نوع الجراحة وحالة شفائك العامّة، وتعليمات طبيبك المعالج بهذا الخصوص. ولكن ننصحك دائمًا باستشارته لتحديد الوقت المناسب الذي يسمح به بالجماع بالاستناد الى حالتك الصحيّة.
هل ينمو المبيض بعد استئصاله؟
بالتأكيد لا ينمو المبيض مرّة أخرى بعد استئصاله. فالمبايض ليس لديها القدرة على النموّ مجدّدًا بعد إزالتها. والمبيض الذي يُستأصل لا يتجّدد أبدًا.
الحياة بعد استئصال المبايض: هل يحدث حمل؟
- في حال تمّ استئصال أحد المبيضين فقط، أي الأيمن أو الأيسر: قد يحدث تبويض وتستمر القدرة على الحمل. ولكن شرط أن يكون المبيض الآخر يعمل بشكل طبيعي ويُؤدّي وظيفته بشكل جيّد، أي إطلاق البويضات وإنتاج الهرمونات، كالإستروجين والبروجستيرون. أمّا في حال لم يكن المبيض الآخر قادر على أداء وظيفته بشكل طبيعي، قد تواجهين أعراض انقطاع الطمث. ومن أبرزها الهبّات الساخنة، تقلّبات المزاج، والجفاف المهبلي. وهنا يلجأ الطبيب الى إعطائك علاج هرموني لتعويض هذا النقص.
تعرّفي في هذا السياق على أضرار انخفاض مستويات هرمون الاستروجين على جسمك.
- في حال تم استئصال كلا المبيضين: يتوقّف جسمك عن انتاج البويضات، وبالتالي لا يمكن أن يحدث تخصيب وبالتالي حمل، فتنتهي القدرة على الحمل بشكل طبيعي. وفي هذه الحالة، يمكن أن يقترح طبيبك بعض الخيارات البديلة كالتلقيح الصناعي في حال قمت بتجميد بويضات سابقًا، مثلًا.
برأيي الشخصي كمحرّرة، بما أنّ استئصال المبايض يتمّ لأسباب طبيّة ضروريّة لحماية صحّتك، فهو خيار لا بدّ منه. إلّا أن الحياة بعد استئصال المبايض قد لا تكون كالسّابق، بالأخصّ إذا استؤصل المبيضين، فتصبح القدرة على الحمل طبيعيًّا معدومة. ولكن لا تنسي المتابعة الطبيّة الضروريّة والفحوصات الدوريّة التي عليك القيام بها بعد التدخّل الجراحي.
اقرئي أيضًا: أمراض تصيب النساء أكثر من الرجال.
