يُعد كريم روفيناك للحامل من العلاجات الموضعية الشائعة لتخفيف الآلام والالتهابات. حيث يحتوي مادة ديكلوفيناك الصوديوم، التي تنتمي إلى فئة العقاقير غير الستيرويدية المضادة للالتهاب (NSAIDs). غالبًا ما يُستخدم هذا الكريم لعلاج آلام المفاصل والعضلات، إضافةً إلى تخفيف التورم والتشنجات الناتجة عن الإصابات أو الالتهابات المزمنة. ومع ذلك، فإن الحمل فترة حساسة تحتاج فيها المرأة إلى الحذر عند استخدام أي دواء، حتى وإن كان موضعيًا.
في هذا المقال، سنناقش بشكل مفصل مدى أمان كريم روفيناك للحامل ، ونوضح إن كان من الممكن استخدامه بأمان أم لا. كما سنتناول المخاطر المحتملة التي قد تنتج عن استعماله خلال الحمل، إضافةً إلى تحديد المدة التي يستغرقها حتى يبدأ مفعوله.
هل ينفع مرهم روفيناك للحامل؟
يُستخدم كريم روفيناك للحامل في تخفيف الألم الموضعي، ولكنه ليس من العلاجات التي يُوصى بها عادةً خلال فترة الحمل من دون استشارة طبية. يحتوي الكريم مادة ديكلوفيناك الصوديوم، والتي قد تُمتص من خلال الجلد وتصل إلى مجرى الدم. ممّا قد يشكل خطرًا على صحة الجنين في الرحم، خاصةً عند استخدامه بكميات كبيرة أو لفترات طويلة.

بحسب دراسة نشرتها American College of Obstetricians and Gynecologists، فإن استخدام مضادات الالتهاب غير الستيرويدية خلال الحمل، خاصةً في الثلث الأخير، قد يؤدي إلى مشاكل في القلب والأوعية الدموية للجنين. مثل انغلاق مبكر للقناة الشريانية.
إضافةً إلى ذلك، حذّرت U.S. Food and Drug Administration (FDA) من استخدام الأدوية التي تحتوي ديكلوفيناك خلال الحمل. حيث يمكن أن تؤثر على نمو الجنين وتزيد من خطر حدوث مضاعفات مثل انخفاض كمية السائل الأمنيوسي حول الجنين.
لذلك، لا يُنصح باستخدام كريم روفيناك للحامل من دون استشارة الطبيب، خاصةً خلال الثلث الأخير من الحمل. ومع ذلك، قد يسمح الطبيب باستخدامه في حالات معينة عند الضرورة القصوى. ولكن بجرعات محدودة وتحت إشراف طبي دقيق.
هل مرهم روفيناك خطير؟
على الرغم من أن كريم روفيناك للحامل يُعتبر آمنًا نسبيًا عند استخدامه بجرعات محدودة ولأغراض علاجية قصيرة المدى. إلا أن هناك بعض المخاطر التي يجب أخذها في الاعتبار عند استخدامه خلال الحمل. يعتمد مدى خطورته على عدة عوامل، مثل فترة الحمل، وكمية الكريم المستخدمة، ومدى امتصاص الجسم للدواء عبر الجلد.

أظهرت الأبحاث التي أجرتها European Medicines Agency (EMA) أن ديكلوفيناك الصوديوم يمكن أن يسبب اضطرابات في نمو الجنين عند استخدامه بجرعات عالية أو لفترات طويلة خلال الحمل. كما أكدت دراسة نُشرت في Journal of Maternal-Fetal & Neonatal Medicine أن مضادات الالتهاب غير الستيرويدية يمكن أن تزيد من خطر الإجهاض إذا استُخدمت في بداية الحمل.
بسبب هذه المخاطر المحتملة، لا يُنصح باستخدام كريم روفيناك للحامل ، خاصةً دون استشارة طبية. كما يجب على النساء الحوامل البحث عن بدائل آمنة لتخفيف الألم. مثل الكمادات الدافئة والتدليك وتمارين التمدد المناسبة للحمل.
متى يبدأ مفعول مرهم روفيناك؟
يبدأ مفعول كريم روفيناك للحامل عادةً خلال 30 دقيقة إلى ساعة بعد تطبيقه على المنطقة المصابة. يتم امتصاص المادة الفعالة عبر الجلد. ممّا يساعد في تقليل الألم والتورم بشكل موضعي. يستمر تأثيره لفترة تتراوح بين 4 إلى 6 ساعات، ولكن قد يختلف ذلك من شخص لآخر اعتمادًا على نوع الألم وشدة الالتهاب.

وفقًا لما نشره National Library of Medicine، فإن ديكلوفيناك الصوديوم عند استخدامه موضعيًا يعمل على تثبيط إنزيم COX-2 المسؤول عن إنتاج المواد الكيميائية المسببة للالتهاب. ممّا يؤدي إلى تقليل الألم والاحمرار والتورم.
مع ذلك، يجب على النساء الحوامل توخي الحذر. حيث قد تؤدي الجرعات العالية أو الاستخدام المتكرر إلى امتصاص نسبة من المادة الفعالة في مجرى الدم.مما قد يؤثر على صحة الجنين. لذلك، يجب عدم استخدام الكريم إلا في حالات الضرورة القصوى، وبعد استشارة الطبيب المختص.
الخلاصة
في النهاية، يعد كريم روفيناك للحامل من العلاجات الفعالة في تخفيف الآلام، ولكنه ليس دائمًا الخيار الآمن أثناء الحمل. نظرًا لاحتوائه ديكلوفيناك الصوديوم، فقد يكون له تأثيرات سلبية على صحة الجنين، خاصةً عند استخدامه خلال الأشهر الأخيرة من الحمل. لهذا السبب، يجب على النساء الحوامل تجنب استخدامه دون استشارة الطبيب، والبحث عن بدائل طبيعية لتخفيف الألم. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وأطلعناكِ على كيفيّة استخدام التحاميل المهبلية للحامل.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أن الحامل يجب أن تكون أكثر وعيًا عند استخدام أي دواء خلال فترة الحمل، حتى لو كان موضعيًا. هناك العديد من الطرق الطبيعية التي يمكن أن تساعد في تخفيف الألم بدون الحاجة إلى اللجوء إلى الأدوية، مثل العلاج الطبيعي، وتقنيات التنفس العميق، واستخدام الكمادات الدافئة. لذلك، أنصح أي امرأة حامل بالتشاور مع طبيبها قبل استخدام كريم روفيناك أو أي دواء آخر خلال الحمل، لضمان صحة وسلامة الأم والجنين.