تُعدّ الحبوب جزءاً أساسياً من النظام الغذائي الصحي والمتوازن، باعتبارها وعلى اختلاف أنواعها، مصدراً ممتازاً للنشويات المركبّة وبعض الفيتامينات والمعادن الأساسية.
فضلاً عن ذلك، تحتوي الحبوب بطبيعتها على نسبة منخفضة جداً من الدهون، كما أنّ دراسات عديدة أثبتت فعاليتها في خفض احتمالات الإصابة بأمراض القلب والسكري وبعض أنواع السرطان ومشاكل صحية أخرى.
أما أفضل أنواع الحبوب، فهي من دون منازع الحبوب الكاملة، لاحتوائها على مكونات الحبة أي النخالة والبذور. وهذه المكوّنات هي الأفضل لتغذية الجسم والحفاظ على صحّته بفضل ما تنطوي عليه من فيتامينات ومعادن وألياف ومضادات تأكسد يتم فقدان معظمها أثناء عملية التكرير والتحويل إلى حبوب مقشورة.
وتأتي الحبوب الكاملة بأشكالٍ وأحجامٍ مختلفة. وأبرزها والأكثر شيوعاً بينها: الأرز البني والشوفان والذرة والزؤان والشعير والقمح الأسود والكينوا. وبحسب الهرم الغذائي، من الضروري استهلاك 6 إلى 7 حصص يومية من هذه الحبوب أيّ ما يُعادل 170 إلى 200 غرام في اليوم، للحصول على الفوائد العديدة التي تتمتّع بها.
وفيما يلي لمحة سريعة على أهمّ هذه الفوائد:
- تُقلّص الحبوب الكاملة خطر الإصابة بالسكري النوع الثاني، من خلال قدرتها على التحكّم بمعدلات الغلوكوز في الدم. من هنا ضرورة استبدال الأرز الأبيض بالحبوب الكاملة وبخاصة الأرز البني.
- تُساعد الحبوب الكاملة الجسم في مقاومة مروحة واسعة من الأمراض المزمنة، مثال أمراض القلب وسرطان القولون، الأمر الذي يُمكن أن يُعزّز فرص الحياة، حسبما تؤكّده الدراسات الطويلة الأمد التي تناولت مسألة استهلاك الحبوب الكاملة وارتباطها بمعدل الوفيات الناتجة عن حالات مرضية.
- تُسهم الحبوب الكاملة ومكوّناتها من الألياف الغذائية في زيادة القدرة على التحكّم بالوزن، باعتبارها من العناصر الأساسية التي تمنح الشعور بالشبع فترةً طويلة.
- تلعب الحبوب الكاملة دوراً أساسياً في تخفيف كمية الدهون في الجسم وإعادة توزيعها بشكلٍ صحي.
- يُمكن للنظام الغذائي الغني بالحبوب الكاملة إلى جانب الفاكهة والخضار مقابل القليل من اللحوم والأطعمة المعالجة أن يُخفّف خطر الإصابة بالربو وسواه من حالات الحساسية.
إضافة إلى ما سبق ذكره، يُمكن للحبوب الكاملة أن تُقوّي الجهاز العصبي والعظام والأسنان وتُنشّط الذاكرة والجهاز التناسلي والدورة الدموية. هذا ويُمكنها أن تُخفّض ضغط الدم ومستويات الكوليسترول فيه.
باختصار، يُمكن للحبوب الكاملة أن ترفع القدرة المناعية للجسم إلى حدٍّ كبير، وهذا ما يجعلها خياراً غذائياً ممتازاً لكِ ولأفراد أسرتك. وبناءً عليه، تدعوكِ "عائلتي" إلى إغناء نظام غذائكِ وغذاء أسرتكِ اليومي بأنواعها المختلفة وفي مقدّمها الأرز البني المتوفر بكثرة في الأسواق وبأجود أنواعه وأفخرها، ويُمكن استخدامه بسهولة لإعداد وصفات شهية ومتنوّعة تُعجب الصغار والكبار على حدّ سواء وتتراوح بين الأطباق الرئيسية والمقبّلات والسلطات والحلويات، وذلك حتى تستفيدوا من الفوائد (التي ذكرناها أعلاه) وتتمتعوا بصحةٍ جيّدة وحياة مديدة!
اقرأي أيضاً: ما الفرق بين الحبوب الكاملة والحبوب المتعددة في تسمية المنتجات؟