إنّ الرضاعة الطبيعية هي المصدر المثالي للتغذية لمعظم الرضع تقريبًا، ومع ذلك، تتمّ هذه العمليّة لديهم دون الستة أشهر من العمر بدون أطعمة إضافية فقط بنسبة 44٪ في جميع أنحاء العالم.
نُشرَت دراسة جديدة عبر الإنترنت في مجلة التغذية المتقدمة تستعرض الأدب الحالي لتحديد وتحليل العلاقات بين حجم جسم الأم والرضاعة الطبيعية، بما في ذلك وقت البدء، وكمية الحليب المنتج، واستهلاك الطفل له; إنها تسعى لاستكشاف فرضية أن السمنة وزيادة الوزن، وكذلك الوزن دون المعدل، تحول دون نجاح الرضاعة الطبيعية.
التغذية والرضاعة الطبيعية
توصي منظمة الصحة العالمية (WHO) بالرضاعة الطبيعية الحصرية لأول ستة أشهر من الحياة، بعد ذلك، يجب استمرارها مع تقديم الأطعمة المكملة حتى يبلغ الطفل عمر السنتين على الأقل، وهذا يفترض أن تمتلك الأم حليبًا كافيًا. كلا طرفي الطيف التغذوي يمثلان عوامل خطر محتملة لسوء الرضاعة الطبيعية، كما ترتبط الولادة المبكرة، التي تكثر لدى النساء ذات الوزن دون المعدل والزائد عن الحد، بتأخر حدوث الرضاعة وإيقاف الرضاعة نتيجةً لأسباب متعددة.
في حين قد لا تمتلك الأمهات ذوات الوزن دون معدل الطاقة الكافية لتشكيل الحليب بشكل كافٍ، إلا أن هذا يُلاحظ سريريًا فقط عندما تكون الأم متقاطعة بشكل خطير، من ناحية أخرى، قد تكون السمنة مرتبطة بانحرافات هرمونية وأيضية تقمع الرضاعة، فالبرولاكتين أساسي للرضاعة الناجحة ولكنه يقلّ لدى الأمهات البدينات/السمينات، بالإضافة إلى ذلك، غالبًا ما يجد الرضع صعوبة في الحصول على الثدي في مثل هذه الحالات، أمّا الإنسولين فهو ضروري لإنتاجه أيضًا، لذا يمكن أن تُعيق مقاومته، والتي توجد عادةً في لدى الأشخاص الذين يعانون من السمنة، إنتاج الحليب.
أمّا عن الدراسةالحالية، فقد شملت 122 مقالة، مع ما مجموعه أكثر من 42,500 أم، واللواتي كانت أعمارهنّ تتراوح ما بين 20 عامًا و 35 عامًا، في حين تراوح متوسط مؤشر كتلة الجسم (BMI) من 16.7 إلى 31.3 كجم/م2، وتراوحت نسبة الدهون المتوسطة من 15.5 إلى 45.4.
نتائج الدراسة الحاليّة
كانت الأمهات ذات الوزن دون المعدل أو الصحي أقل بنسبة 35٪ عرضة لتأخر إنتاج الحليب الكثيف مقارنة بالأمهات البدينات أو السمينات، ولم يكن هناك أي ارتباط بين وقت بدء إنتاجه الكثيف وكتلة الجسم الأمومية على وجه الحصر، كما إنّ قصور البيانات حول نسبة الدهون المئوية أدى إلى عدم إمكانية أي تحقيق لعلاقتها ببداية إنتاج الحليب.
تم التقاط ارتباط عكسي بين إنتاج الحليب وكتلة الجسم الأمومية قبل الحمل، “في اليوم السابع بعد الولادة، كان متوسط حجم الحليب المعبر عنه أعلى بشكل ملحوظ للأمهات ذوات BMI <27 من الأمهات ذوات BMI> 27 (393 مل مقابل 195 مل على التوالي)”.
أمّا الأسباب المحتملة، فتضمن عدم وجود تغيير في إجمالي الطاقة المستهلكة أو حجم العينة الصغير للنساء اللواتي يمتلكنَ نسبة عالية من الدهون المئوية، كما قد يكون ذلك قد أبطل الأرجحية في ملاحظة ارتباط عكسي مع استهلاك الطفل للحليب الطبيعي فوق عتبة الكتلة الأمومية الحرجة أو نسبة الدهون المئوية.
وجد الباحثون أن هناك مخاطر عالية من التحيز وعدم الاتساق وبيانات غير دقيقة أثرت على العديد من الدراسات، علاوة على ذلك، كانت الأمهات البدينات أو السمينات غير ممثلات بشكل متسق في الدراسات حول الرضاعة.
الاستنتاجات التي تمّ التوصّل إليها
في حين يبدو أن السمنة وزيادة الوزن تشكّل عامل خطر على تأخر بدء إنتاج الحليب الكثيف 72 ساعة أو أكثر من الولادة مقارنة بالأمهات غير البدينات، إلا أن البيانات الداعمة قليلة لأن هذه الفئة غير ممثلة بشكل كاف في معظم الدراسات. قد تنخفض كمية الحليب المنتجة فقط بعد عتبة معينة لمؤشر كتلة الجسم، مما يفسر النتائج المتباينة لهذه الدراسات، كما لم تشمل معظمها الأمهات للرضع المبتسرين، لذا قد يكون من الضروري استخدام تعريفات أخرى لنجاح بدء إنتاج الحليب بعد الولادة المبكرة; على سبيل المثال، يمكن تفضيل معيار يعتمد على الحجم، مثل >500 مل/يوم، بدلًا من التعريف الحالي المعتمد على الساعات.
تؤكد النتائج تحديد الأكاديمية الأمريكية لطب الرضاعة على “السمنة الأمومية كحال تعيق الرضاعة.” ومع ذلك، “لم تلتقط نتائجنا بشكل كاف الأمهات للرضع المبتسرين أو أولئك ذوي مؤشر كتلة جسم >30 كجم/م2، الذين قد يكونون عرضة لأكبر خطر.”
تم تحديد العديد من الفجوات في الأبحاث، إذا تم تأكيد هذه النتائج من قبل البحوث المستقبلية، لذا يجب تصميم تدخلات لمساعدة الأمهات البدينات أو السمينات على تحقيق الرضاعة الطبيعية الناجحة.
ما زالت الآليات الفسيولوجية الكامنة وراء تأثير حجم الجسم وتكوين الدهون للأم تحتاج إلى التوضيح، لذا يجب أن تركّز الدراسات المستقبلية أيضًا على تقديم أدلة على نجاح استراتيجيات مثل ممارسة التمارين الرياضة في المنزل واتباع نظام غذائي مضاد للالتهاب وإدارة التوتر على الرضاعة الطبيعية.