تعرّفي على أسباب ضعف السمع في أذن واحدة

من الضروريّ التعرّف على أسباب ضعف السمع في أذن واحدة في حال المعاناة من هذه المشكلة حيث أنّها يمكن أن تؤثر على نوعية حياتنا بشكل كبير، وتتطلب فهماً عميقاً للعوامل المؤثرة وطرق العلاج المتاحة، وفي عالمنا المتسارع والتقدّم التكنولوجي الهائل، تزداد الحاجة للحفاظ على صحتنا بشكل مستمر، لذا سيّما في حال الشعور بالألم الشديد في الأذن.

سنتناول في هذا المقال الأسباب المختلفة التي تؤدي إلى ضعف السمع في أذن واحدة، والخطوات العلاجية الموصى بها، بالإضافة إلى تحديد العلامات التحذيرية التي تستدعي تدخلًا جراحيًا.

العوامل التي تؤدّي المعاناة من هذه المشكلة

تتعدّد أسباب ضعف السمع في أذن واحدة ويمكن أن تكون المعاناة من هذه الحال نتيجة لعدة عوامل متشابكة، ويُعزى السبب الأكثر شيوعًا إلى تعرض الأذن للإصابات أو الأمراض. لذا سنكشف لكِ في ما يلي عن أبرزها، وتشمل:

التهاب الأذن الوسطى

تعتبَر المعاناة من التهاب الأذن الوسطى عند الكبار من الأسباب الرئيسية لضعف السمع في أذن واحدة، حيث يمكن أن تتسبّب هذه الحال في تجمّع السوائل خلف طبلة الأذن ممّا يعوق انتقال الصوت، ويعتبر هذا النوع من الالتهابات شائعًا بين الأطفال والبالغين على حد سواء، ويمكن أن يتفاقم إذا لم يتم علاجه بشكل مناسب.

وفق مقالة نُشِرَت على موقع (American Speech-Language-Hearing Association) تحت عنوان “Causes of Hearing Loss in Children” عندما يحدث التهاب الأذن الوسطى مرارًا وتكرارًا، يمكن أن يحدث تلف في طبلة الأذن أو عظام الأذن أو حتى العصب السمعي ويسبب فقدان السمع الحسي العصبي الدائم. ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذه المقالة يمكنكِ الضغط هنا.

التعرض للضوضاء العالية

يمكن أن يؤدّي التعرّض المستمرّ للأصوات العالية مثل الموسيقى الصاخبة أو أصوات الآلات إلى تضرّر الأذن الداخلية وفقدان السمع الجزئي أو الكلي في إحدى الأذنين، لذا يُنصح دائمًا باستخدام وسائل حماية السمع في الأماكن التي يوجد فيها ضوضاء عالية لتجنّب مواجهة التأثيرات السلبية على الأذن، لا سيّما أنّها تسبب طنين الأذن المفاجئ.

المعاناة من الأمراض الفيروسية والبكتيرية

إنّ المعاناة من بعض الأمراض الفيروسية مثل النكاف والحصبة، بالإضافة إلى العدوى البكتيرية، يمكن أن تؤدي إلى تلف الأذن الداخلية وتسبب ضعف السمع في أذن واحدة، لذا من المهمّ هنا أنّ الحفاظ على النظافة الشخصية والوعي بعوارض هذه الأمراض يؤدّي دورًا كبيرًا في الوقاية منها ومعالجتها في مراحل مبكرة.

التقدّم في العمر

مع التقدّم في العمر، تبدأ خلايا السمع في الأذن الداخلية بالتدهور، ممّا قد يؤدّي إلى ضعف السمع في إحدى الأذني، ويُعتبر فقدان السمع الجزئي من الأمور الطبيعيّة التي قد يمرّ بها كبار السن، ويمكن التعامل معها باستخدام أجهزة السمع المساعدة.

الأورام

إنّ وجود أورام غير حميدة أو حتى حميدة بالقرب من الأذن أو على العصب السمعي يمكن أن يسبّب ضغطًا على الأذن ويؤدي إلى فقدان السمع في أذن واحدة، وعادةً ما تتطلب هذه الحالات مراجعة طبية فورية وتشخيص دقيق لتحديد العلاج الأنسب.

الخطوات العلاجيّة الموصى بها

إن تشخيص ومعالجة أسباب ضعف السمع في أذن واحدة يعتمد على السبب الكامن وراء المشكلة، لذا سنقدّم لكِ أهمّ النصائح والتوجيهات التي يمكنكِ اتّباعها لتخفيف العوارض في ما يلي، وتشمل:

العلاج الدوائي

إذا كان السبب هو التهاب الأذن الوسطى أو عدوى بكتيرية، يمكن استخدام المضادات الحيوية والأدوية المضادة للالتهابات، ولكن يُنصح دائمًا باتباع توجيهات الطبيب وتجنب استخدام الأدوية من دون استشارة طبية.

العلاج الصوتي

في حالات التلف الناجم عن الضوضاء أو التقدّم في العمر، قد يُنصح باستخدام أجهزة السمع التي تساعد في تحسين القدرة السمعية، وتتنوع هذه الأجهزة بين تلك التي تُستخدم داخل الأذن وتلك التي تُوضع خارجها، ويعتمد الاختيار على درجة فقدان السمع واحتياجات المريض.

العلاج الجراحي

إذا كان هناك ورم أو مشكلة في العظام الصغيرة داخل الأذن، قد يتطلب الأمر تدخلًا جراحيًا لإزالة الورم أو إصلاح العظام، وتُعتبر الجراحة خيارًا مهمًا في الحالات التي لا تستجيب للعلاجات التقليدية، ويجب تنفيذها بواسطة مختصّين في طب الأذن.

العلاج الطبيعي

في بعض الحالات، يمكن أن يساعد الخضوع للعلاج الطبيعي، مثل ممارسة التمارين الصوتية والعلاج التأهيلي، في تحسين القدرة السمعية وإعادة التأهيل، لذا يُنصح بالاستمرار في الجلسات العلاجية والمتابعة المستمرة مع المختصّين للحصول على أفضل النتائج.

العلامات التحذيريّة التي تستدعي تدخّلًا جراحيًا

توجد بعض العلامات التي تشير إلى ضرورة التدخل الجراحي لعلاج مختلف أسباب ضعف السمع في أذن واحدة ، لذلك سنكشف لكِ في ما يلي عن أبرزها:

الشعور بالألم الشديد والمستمر

إذا كان الشعور بالألم في الأذن لا يختفي بالأدوية العادية ويزداد سوءًا، فقد يكون هذا دليلًا على وجود مشكلة تتطلّب جراحة، حيث يُعتبَر ذلك مؤشرًا خطيرًا ويجب التعامل معه بحذر.

التورم أو النزيف

قد يكون وجود تورم غير طبيعي أو نزيف من الأذن مؤشرًا على وجود ورم أو إصابة تحتاج إلى تدخل جراحي، لذا يُنصح بمراجعة الطبيب فورًا لتقييم الحال واتخاذ الإجراءات المناسبة.

الدوار وفقدان التوازن

إذا كان فقدان السمع مصحوبًا بالدوار أو فقدان التوازن، فهذا قد يدل على وجود مشكلة في الأذن الداخلية أو العصب السمعي تتطلب علاجًا جراحيًا، حيث يشير ذلك إلى وجود خلل في النظام الدهليزي الذي يستدعي الفحص الطبي الفوري.

فقدان السمع المفاجئ

في حالة حدوث فقدان السمع بشكل مفاجئ من دون سبب واضح، يجب مراجعة الطبيب فورًا لتحديد ما إذا كان التدخل الجراحي ضروريًا، فهذا يمكن أن يكون علامة على وجود مشكلة صحيّة خطيرة تستدعي الاهتمام العاجل.

إن فهم أسباب ضعف السمع في أذن واحدة وعلاجها يتطلب توعية مستمرة ومتابعة طبية دقيقة، لذا فإنّ إن التوجّه المبكر للطبيب عند الشعور بأي تغيرات في القدرة السمعية يمكن أن يساعد في تشخيص المشكلة وعلاجها بشكل فعال، ولا يجب تجاهل أيّ نوع من العوارض التي قد تشير إلى وجود مشكلة في السمع، حيث يمكن أن تتفاقم الحال وتؤدي إلى مواجهة مضاعفات أكثر خطورة. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وأطلعناكِ على كيفية تنظيف الاذن من الشمع في البيت.

وبرأيي الشخصي كمحرّرة، فإنّ المحافظة على صحّة الأذن تتطلّب الحرص على تجنب التعرّض المستمرّ للأصوات العالية واستخدام أدوات حماية الأذن عند الحاجة. كما أن الوعي بالأمراض التي يمكن أن تؤثّر على السمع والمراجعة الدورية للطبيب تساهم بشكل كبير في الوقاية من مشاكل السمع ومعالجتها بشكل مبكر، لذا يجب على الجميع اتخاذ خطوات استباقية للحفاظ على صحة السمع والتمتع بنوعية حياة أفضل.