ما هو تاثير وسائل الاعلام على الاطفال ؟ تُعَدّ وسائل الإعلام جزءًا أساسيًا من حياة الأطفال في الوقت الحالي. بدءًا من التلفاز والألعاب الإلكترونية وصولًا إلى وسائل التواصل الاجتماعي. وقد شهدت السنوات الأخيرة تطوّرًا ملحوظًا في تقنيات الإعلام. ممّا أدّى إلى زيادة تعرّض الأطفال للمحتويات الرقميّة بمختلف أشكالها. أصبح تاثير وسائل الاعلام على الاطفال موضوعًا محوريًا يثير قلق الأهالي والخبراء التربويين. وذلك لأنّ الإعلام يحمل بين طيّاته إمكانيّاتٍ كبيرة لدعم نموّ الطفل، لكنّه في الوقت نفسه قد يشكّل تهديدًا خفيًا إذا أسيء استخدامه. وهذا فضلًأ عن مواجهة اضرار التلفزيون للاطفال الصحيّة.
يتضمّن المقال عرضًا تفصيليًا لتعريف وسائل الإعلام. حيث نوضح أبرز أنواعها وأشكالها التي يتعرّض لها الأطفال. بعد ذلك، سنستعرض أبرز الإيجابيّات والفوائد التي قد يحصل عليها الطفل من خلال استخدام هذه الوسائل بشكلٍ منظَّمٍ ومدروس. وأخيرًا سنختم المقال بتقديم تحليل حول كيفيّة تحقيق توازن صحّي بين الاستفادة من الإعلام وحماية الأطفال من أضراره المحتملة.
تعريف وسائل الإعلام
قبل التعرّف على تاثير وسائل الاعلام على الاطفال ، لا بدّ من التعرّف على هذه الوسائل أولًا. تشمل وسائل الإعلام كافّة الوسائل والأدوات التي تُستخدَم لنقل المعلومات والأفكار والمواد الترفيهيّة لجمهورٍ واسعٍ، وتشمل التلفاز، الإنترنت، الألعاب الإلكترونيّة، منصات التواصل الاجتماعي، الصحف، والمجلات. تهدف وسائل الإعلام إلى توعية الجمهور، ولكنّها أيضًا تسعى لجذب انتباه الأطفال والشباب، كونهم جمهورًا حساسًا وسهل التأثر. ونظرًا للتطوّر التكنولوجي السريع، بات من الصعب على الأهالي والمربّين مراقبة المحتوى الذي يتعرّض له الأطفال. بالتالي، يعتمد تاثير وسائل الاعلام على الاطفال بشكلٍ كبير على نوع المحتوى، وكمية الوقت الذي يمضونه أمام الشاشات، ومدى قدرة الأهل على توجيههم.
ما تأثير وسائل الإعلام على الطفل؟
إنّ تاثير وسائل الاعلام على الاطفال يبرز بشكلٍ جليٍّ من خلال التأثيرات النفسيّة، ةالاجتماعية، والسلوكية التي قد تطرأ على شخصيّاتهم. فالأطفال يتأثّرون سريعًا بما يشاهدونه ويسمعونه. إذ إنّهم في مرحلة استكشاف العالم وفهمه. قد يكتسب الأطفال الذين يتعرضون للبرامج التعليميّة مهارات جديدة، ويتعرّفون على علومٍ مختلفة. ما يعزّز الفضول لديهم ويشجّعهم على التعلم. على الجانب الآخر، يُلاحظ أنّ التعرض المطوّل لمحتوى يتضمّن العنف أو السلوكيّات غير الملائمة يؤدّي إلى تقليد هذا السلوك ويعزّز العدوانية عند الأطفال.
تشير الدراسات إلى أنّ الأطفال الذين يمضون ساعاتٍ طويلةٍ أمام الشاشات، خصوصًا في سن مبكرة، قد يواجهون صعوبات في التواصل وتطوير مهاراتهم الاجتماعيّة. وعلاوةً على ذلك، يمكن أن يؤدّي الإفراط في استخدام وسائل الإعلام إلى ظهور مشاكل صحيّة، مثل قلة الحركة، وزيادة الوزن، واضطرابات النوم. وذلك بسبب التعرّض المطوّل للضوء الأزرق الصادر من الشاشات.
إيجابيات وسلبيات وسائل الإعلام على الطفل
ما هو تاثير وسائل الاعلام على الاطفال ؟ تمتلك وسائل الإعلام إمكانيّاتٍ تعليميّة وترفيهيّة كبيرة. ولكن في المقابل، هناك مخاطر قد تؤثّر سلبًا على نموّ الطفل وتطوّره. في ما يلي توضيح لأبرز الجوانب الإيجابية والسلبية التي يحملها تأثير وسائل الإعلام على الأطفال.
إيجابيات وسائل الإعلام
- التعليم وتوسيع المدارك: تقدّم وسائل الإعلام برامج تعليميّة تساهم في تطوير مهارات الطفل. مثل برامج اللغة والرياضيات والعلوم، وتساعده على اكتساب معرفة جديدة عن الثقافات المختلفة. هذا يساهم في توسيع آفاقه ويجعله أكثر تقبّلًا للتنوّع الثقافي.
- تنمية المهارات الحركيّة والإدراكيّة: تدعم بعض الألعاب الإلكترونيّة تنمية التنسيق بين العين واليد، وتحفّز العقل على التفكير السريع وحل المشاكل. ممّا يمكن أن يعزّز القدرات العقليّة للطفل.
- التسلية والمتعة: يوفّر الإعلام للأطفال وسيلةً للترفيه وتمضية وقتٍ ممتع. ممّا يساعدهم على الاسترخاء وتجديد النشاط. الألعاب التفاعلية، مثلًا، تعزّز روح التعاون والمرح بين الأطفال.
سلبيات وسائل الإعلام
- التأثير السلبي على السلوكيات: إنّ التعرّض المستمر للمحتوى العنيف يجعل الأطفال أكثر عرضةً لتقليد هذا السلوك، وقد يصبحون عدوانيين أو يعانون من مشاكل سلوكيّة. تؤكد الأبحاث أنّ الأطفال يتأثّرون بسرعةٍ بالسلوكيّات السلبيّة التي يشاهدونها. ممّا يتطلّب رقابةً صارمة.
- التأثير على الصحّة الجسديّة والنفسيّة: إنّ الجلوس لساعاتٍ طويلة أمام الشاشات يسبّب مشاكل صحية، مثل زيادة الوزن، وإجهاد العين، واضطرابات النوم. كما يؤدّي إلى قلّة الحركة، ممّا يؤثر على صحّة الطفل الجسديّة. بالإضافة إلى ذلك، قد يسبّب التعرض المطوّل للإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي الشعور بالعزلة والقلق.
- ضعف التواصل الاجتماعي: قد يصبح الأطفال الذين يمضون وقتًا كبيرًا على الأجهزة أقلّ تفاعلًا مع من حولهم. ممّا يُضعف قدرتهم على بناء علاقاتٍ اجتماعيّة واقعيّة. وهذا التراجع في المهارات الاجتماعيّة يمكن أن يؤثّر على قدرتهم على التكيّف مع الحياة الحقيقية.
طرق للتقليل من التأثير السلبي لوسائل الإعلام على الأطفال
يجب أن يحرص الأهل على مراقبة المحتوى الذي يشاهده الطفل من أجل التخفيف من تاثير وسائل الاعلام على الاطفال من مختلف الجوانب. وذلك عبر تحديد ساعات الاستخدام، مع مراعاة تنويع الأنشطة اليوميّة للطفل بين التعلّم، اللعب الحركي، وتمضية الوقت مع الأصدقاء والعائلة. وتشير الدراسات إلى أنّ الأطفال الذين يمضون وقتًا أقلّ أمام الشاشات يتمتّعون بمهاراتٍ اجتماعيّةٍ وصحيّةٍ أفضل.
من الضروري أيضًا توجيه الطفل لاختيار المحتوى المناسب لعمره، وتوعيته حول استخدام وسائل الإعلام بشكلٍ صحّي ومسؤول. ممّا يضمن تحقيق أقصى استفادة من هذه الوسائل من دون إلحاق الضرر بصحّته أو نموّه النفسي.
في الختام، لا يمكن تجاهل تاثير وسائل الاعلام على الاطفال ، إذ إنّها تمثّل جزءًا لا يُستهان به من حياتهم اليوميّة. وبينما تحمل وسائل الإعلام فوائد تعليميّةٍ وترفيهيّة، إلّا أنّ تأثيرها السلبي يبرز عند استخدامها بشكلٍ مفرطٍ أو عند التعرّض لمحتوياتٍ غير مناسبة. من هذا المنطلق، يؤدّي الأهل دورًا محوريًا في توجيه أطفالهم نحو الاستخدام الصحّي والمناسب لهذه الوسائل. وذلك من خلال تحديد الأوقات المسموح بها، ومراقبة نوعيّة المحتوى، وتعليم الأطفال كيفيّة التوازن بين الحياة الرقميّة والواقعيّة. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن أسرار التربية الصحيحة برأي علماء النفس.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أنّ الأهل مطالبون بتبنّي نهجٍ تربويٍّ يعتمد على الحوار المفتوح والتوجيه الواعي في ما يتعلق بوسائل الإعلام. يجب أن يكون للأطفال دور في فهم مخاطر وسلبيات الإعلام وأهميّة الاستخدام الصحّي له. ممّا يعزّز من إدراكهم وقدرتهم على اتّخاذ قراراتٍ مستنيرة حول المحتوى الذي يستهلكونه. إن تحقيق التوازن بين الاستفادة من وسائل الإعلام وحماية الطفل من أضرارها المحتملة ليس بالأمر السهل، لكنّه ضروري لضمان تنشئة جيل واعٍ وقادر على مواكبة العصر من دون المساس بسلامته وصحّته النفسيّة والجسديّة.