ما هي اضرار التلفزيون للاطفال ؟ يعتبر التلفاز وسيلة ترفيهيّة شائعة تجذب الأطفال من مختلف الأعمار. لكنّ تأثيراته تتجاوز التسلية البسيطة لتشمل تأثيرات سلبيّة متنوّعة قد تؤثّر على صحّتهم الجسديّة والنفسيّة. في حين أنّ التلفاز قد يُستخدم كأداة تعليميّة عند مراقبته بشكلٍ صحيح. إلا أن جلوس الأطفال أمامه لفتراتٍ طويلة قد يتسبّب في مواجهة مشاكل كبيرة على المدى البعيد، أوّلها ضعف النظر عند الأطفال. لذا، من المهمّ فهم هذه الأضرار واتخاذ الخطوات اللازمة لحمايتهم من تأثيرها السلبي.
سنعرض في هذا المقال بالتفصيل أضرار مشاهدة الأطفال للتلفاز، ثم سنناقش المدّة الزمنية الموصى بها لمشاهدته يوميًا. كما سنقترح خطوات عمليّة للحدّ من اعتمادهم عليه كوسيلة ترفيهيّة أساسيّة. هدفنا هو توعية الآباء والمربّين بأهميّة الإدارة الذكيّة لوقت الطفل أمام الشاشة بما يضمن الحفاظ على سلامته البدنيّة والنفسيّة.
أضرار جلوس الطفل أمام التلفاز
ما هي اضرار التلفزيون للاطفال ؟ إنّ مشاهدة الأطفال للتلفاز بكثرةٍ تحمل آثارًا سلبية تؤثّر على عدّة جوانب من نموّهم. حيث قد تؤدي إلى مواجهة مشاكل صحيّة ونفسيّة وسلوكيّة، تتفاوت بين السمنة وضعف التركيز وحتى الاضطرابات النفسية. لذا سنكشف لكِ عن أكثرها شيوعًا في ما يلي:
- السمنة والكسل البدني: إنّ جلوس الأطفال لفترات طويلة أمام التلفاز يؤدّي إلى تقليل النشاط البدني. ممّا يزيد من احتمالية الإصابة بالسمنة ومختلف أنواع أمراض القلب في المستقبل. أوضحت دراسة نشرتها “The Journal of Pediatrics” أن مشاهدة التلفاز لأكثر من ساعتين يوميًا ترتبط بزيادة مؤشر كتلة الجسم للأطفال. ممّا يزيد من مخاطر السمنة.
- ضعف التركيز وصعوبات التعلّم: تؤثّر مشاهدة التلفاز على التركيز والانتباه لدى الأطفال.إذ أظهرت دراسة أجرتها “The American Academy of Pediatrics” أنّ الأطفال الذين يمضون وقتًا طويلًا أمام الشاشات يعانون من مشاكل في التركيز في المدرسة وانخفاض في الأداء الأكاديمي.
- تأثيرات على النوم: إنّ الأطفال الذين يشاهدون التلفاز لوقت متأخر في المساء يواجهون اضطرابات في النوم. ممّا يؤثّر على جودة النوم لديهم. وقد أظهرت دراسة صادرة عن “The Sleep Foundation” أنّ الضوء الأزرق المنبعث من شاشات التلفاز يؤثر سلبًا على إفراز هرمون الميلاتونين المسؤول عن تنظيم النوم. مما يؤدّي إلى مواجهة صعوبة في النوم والاستيقاظ المتكرّر.
- مشاكل نفسيّة وسلوكيّة: قد يؤدّي التعرّض المستمرّ لمحتويات غير ملائمة على التلفاز إلى حدوث مشاكل نفسية مثل القلق والخوف لدى الأطفال. خاصّةً عند مشاهدة برامج تحتوي مشاهد عنف أو محتوى غير مناسب لعمرهم. حيث تؤكّد دراسة نشرتها “The Journal of Adolescent Health” أنّ التعرّض لمثل هذه البرامج يؤدّي إلى زيادة السلوك العدواني والانطواء على الذات.
كم الوقت المسموح للطفل بمشاهدة التلفاز؟
من أجل تفادي المعاناة من اضرار التلفزيون للاطفال وتأثيراته السلبيّة عليهم، لا بدّ من وضع جدول يُحدّد عدد الساعات المسموح بها لمشاهدته. وفي هذا السياق، يُطرَح سؤال: كم الوقت المسموح للطفل بمشاهدة التلفاز؟
توصي الأكاديميّة الأمريكيّة لطبّ الأطفال بأن لا يزيد وقت مشاهدة التلفاز للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنتين وخمس سنوات عن ساعة واحدة يوميًا. بشرط أن تكون البرامج المختارة تعليمية ومفيدة.
بالنسبة للأطفال الذين تزيد أعمارهم عن خمس سنوات، يُفضَّل ألّا يتجاوز وقت المشاهدة الساعتين يوميًا. مع تجنّب مشاهدة التلفاز قبل النوم بساعتين على الأقلّ. بهذه الطريقة، يُمكن تعزيز النشاط البدني والقراءة والتفاعل الاجتماعي. مما يساهم في تنمية مهارات الطفل وتطويره. American Academy of Pediatrics
كيف أمنع طفلي من مشاهدة التلفاز؟
لتجنّب مواجهة اضرار التلفزيون للاطفال ،كيف يمكنني أن أمنع طفلي من مشاهدته؟ يمكن للآباء والمربين اتباع استراتيجيات معينة للحد من اعتماد الطفل على التلفاز كوسيلة ترفيهية رئيسية. لذا، سنعرض لكِ أكثرها فعالية في ما يلي:
- تنظيم الوقت بفعالية: يُفضَّل وضع جدول زمني يحدّد أوقات المشاهدة بدقّة، بحيث يعلّم الطفل أنّ وقت التلفاز محدود. لذا إنّ استخدام جهاز توقيت لتنبيه الطفل عند انتهاء الوقت قد يساعد في الالتزام بالجدول.
- تشجيع الأنشطة البديلة: إنّ تقديم بدائل للتلفاز مثل الألعاب التعليمية، والقراءة، والأنشطة الحركية، يعزّز حب الطفل للتعلّم والاكتشاف. لذا، يُمكن دعوته للمشاركة في الأعمال المنزليّة البسيطة، أو الاشتراك في نوادٍ رياضيّة لتعزيز التفاعل الاجتماعي والنشاط البدني.
- المشاركة الأسريّة: يُفضَّل أن يشاهد الطفل التلفاز برفقة أحد أفراد الأسرة، حتّى يُراقب المحتوى ويتجنّب التعرّض لبرامج غير مناسبة لعمره. بالإضافة إلى ذلك، يُمكن للآباء تقديم تفسيرات للبرامج التي يشاهدها الطفل لتعزيز الفهم والتحليل النقدي.
في الختام، يبقى التلفاز وسيلة ترفيهيّة وتعليميّة فعّالة إذا ما تمّ استخدامه بذكاءٍ وباعتدال. لذا، من الضروريّ أن نكون حذرين في كيفيّة تعامل الأطفال معه، وألّا يُتركوا لمشاهدته من دون إشرافٍ أو توجيه. إنّ إدارة وقت الطفل بشكل سليم، وتشجيعه على أنشطة متنوعة، يسهمان في ضمان نموّه السليم من الناحية البدنيّة والنفسيّة. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن تأثير الألعاب الإلكترونية على الصحّة النفسيّة للأطفال.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أعتقد أنّ الاهتمام بتوفير توازن بين الأنشطة المختلفة للطفل يُعَدّ أمرًا أساسيًا للحفاظ على صحّته وسلامته. لذا، يجدر بنا كآباء ومربّين أن نحرص على متابعة الطفل وتوجيهه بشكلٍ إيجابي، مع التركيز على تزويده ببيئةٍ غنيّةٍ بالفرص التعليميةّ والترفيهيّة التي تضمن نموّه بشكلٍ متوازنٍ وسليم.