الأمومة هو حلم كل امرأة.. وقد يكون تحقيق هذا الحلم أمراً سهلاً بالنسبة إلى الكثيرات، ولكنّه مسألة معقّدة جداً بالنسبة إلى البعض. وقد يستغرق سنوات طويلة من الدموع والعلاجات الطبية التي يمكن أن تترك أثراً سلبياً على صحة هؤلاء وسلامتهنّ، وتحوّل قلقهنّ من العقم والخوف من عدم الإنجاب إلى إمكان الإصابة بالسرطان.
فهل هذا القلق في محلّه؟ وهل علاجات الخصوبة تهدّد فعلاً صحة المرأة ومستقبلها؟ دعينا نكتشف الحقيقة معاً في هذا المقال من "عائلتي"!
اقرأي أيضاً: حقائق ومعتقدات حول قلّة الخصوبة
تستلزم علاجات العقم والخصوبة عموماً ضخّ الهرمونات في جسم المرأة التي ترغب في الحمل والإنجاب. فهل يمكن لهذه الهرمونات أن تسبّب لها السرطان فيما بعد، لاسيما سرطان الثدي؟ من الناحية العلمية، لا تزال الإجابة غير جازمة:
• فالدراسات تشير إلى ارتفاع بسيط في عدد النساء المصابات بسرطان الثدي بعيد خضوعهنّ لعلاجات بتكنولوجيا المساعدة على الإنجاب (ART). ولكنّ هذا الارتفاع قد يكون نتيجة التقدّم في السنّ، لاسيما أنّ اللواتي يُنجبن بفضل هذه التكنولوجيا هنّ نساء متقدمات في السن، أو بالأحرى نساء في سنّ تكثر فيه الإصابة بسرطان الثدي. فهل تكون تكنولوجيا المساعدة على الإنجاب هي السبب في مرضهنّ أم العمر؟ لا شيء أكيداً حتى الآن.
• العقم ليس مرضاً بحدّ ذاته، ولكنّه حالة طبية ممكنة الحدوث لأسباب مختلفة. فمن النساء من يعجز عن الحمل بسبب الانتباد البطاني الرحمي، ومنهنّ من يعاني من قلّة الخصوبة لأسباب غير مبرّرة. وبالنسبة إلى هاتين الفئتين من النساء، فهنّ الأكثر عرضة لسرطان المبيض، ولا علاقة لعلاجات العقم بالأمر، حسبما تفيد به الأبحاث ذات الصلة.
• تشير إحدى الدراسات إلى أنّ استخدام أدوية الخصوبة لا تعزّز احتمالات الإصابة بأورام المبيض الحدية، في الوقت الذي يمكن لاستخدام البروجسترون (في تكنولوجيا المساعدة على الإنجاب) أن يزيد فرص ظهور هذا النوع من الأورام السرطانية.
• لطالما أُعتقد بأنّ دواء كلوميد الذي يُستخدم لتحفيز عملية التبويض ومساعدة النساء على الحمل، يزيد خطر الإصابة بسرطاني المبيض والرحم. ولكنّ الدراسات الأخيرة دحضت كل هذه الاعتقادات وأكدت سلامة استخدام الكلوميد للحمل.
وبناءً على ما تقدّم، يمكن القول ألا رابط واضحاً بين علاجات الخصوبة والسرطان المستشري بين النساء اليوم. لكن الأكيد أنّ العقم وقلّة الخصوبة يعزّزان إمكان الإصابة به. من هنا ضرورة استشارة الطبيب والخضوع للعلاجات المناسبة، خصوصاً في حالتي الانتباد البطني الرحمي وتكيّس المبايض اللتين تسببان السرطان في المبيض والثدي وبطانة الرحم.
اقرأي أيضاً: مشاكل الخصوبة النّاتجة عن زيادة الوزن