كم تكون الزيادة الطبيعية للحامل في كلّ شهر؟ يُعَدّ الحمل فترة محورية في حياة المرأة. حيث يمر جسدها بتغييرات كبيرة لدعم نمو الجنين وتطوره. من بين هذه التغيرات، تأتي الزيادة الطبيعية للحامل ، التي تُعتبَر أمرًا حتميًا ولكن يجب أن تكون ضمن نطاق صحي ومعتدل. تؤدّي هذه الزيادة دورًا أساسيًا في توفير التغذية الكافية للجنين وضمان الحفاظ على صحة الأم، ولكن يجب أن تُدار بحكمة لتفادي مواجهة المضاعفات المحتملة مثل الإصابة بسكر الحمل أو الولادة المبكرة.
في هذا المقال، سنتناول موضوع الزيادة الطبيعية للحامل بالتفصيل. بدءًا من مقدار الزيادة المثلى في كل شهر، مرورًا بكيفية تحديد الوزن الطبيعي أثناء الحمل، وصولًا إلى النطاقات الصحية المسموح بها. كما سنقدم نصائح علمية لمتابعة الوزن خلال هذه الرحلة. مما يساعد المرأة الحامل على الحفاظ على صحة مثالية لها ولجنينها.
كم زيادة الوزن الطبيعي للحامل في كل شهر؟
كممعدلّ الزيادة الطبيعية للحامل ؟ من الضروري أن تكون زيادة الوزن خلال الحمل متوازنة ومدروسة. حيث تؤثر على صحة الجنين وتقلل من احتمالية حدوث مضاعفات أثناء الولادة. تختلف كمية الزيادة بناءً على مؤشر كتلة الجسم (BMI) قبل الحمل. وهو المقياس المستخدم لتحديد الفئة الوزن المثلى لكل امرأة.

وفقًا لتوصيات الكلية الأمريكية لأطباء النساء والتوليد (ACOG)، فإن الزيادة الصحية في الوزن أثناء الحمل تتوزع كما يلي:
- إذا كان مؤشر كتلة الجسم طبيعيًا (بين 18.5 و24.9): يجب أن تكون الزيادة بين 11.5 و16 كيلوجرامًا.
- إذا كانت المرأة تعاني من نقص الوزن (BMI أقل من 18.5): يمكن أن تصل الزيادة إلى 12.5 – 18 كيلوجرامًا لدعم نمو الجنين بشكل صحي.
- إذا كان الوزن زائدًا قبل الحمل (BMI بين 25 و29.9): يجب أن تكون الزيادة بين 7 – 11.5 كيلوجرامًا.
- إذا كانت المرأة تعاني من السمنة (BMI أكبر من 30): فيجب ألا تتجاوز الزيادة 5 – 9 كيلوجرامات للحفاظ على صحة الأم والجنين.
توزيع هذه الزيادة يختلف بين مراحل الحمل:
- في الثلث الأول (الأشهر الثلاثة الأولى): الزيادة تكون قليلة جدًا، وتتراوح بين 0.5 إلى 2 كيلوجرام فقط.
- في الثلث الثاني (الأشهر من 4 إلى 6): تزداد بمعدل 0.5 كيلوجرام أسبوعيًا، مما يعني أن الزيادة الشهرية تكون بين 1.5 إلى 2 كيلوجرام.
- في الثلث الثالث (الأشهر من 7 إلى 9): تستمر الزيادة بنفس المعدل تقريبًا، ولكن قد تختلف حسب احتياجات الجسم ونمو الجنين في الرحم.
كيف أعرف وزني الطبيعي وأنا حامل؟
كم هو معدّل الزيادة الطبيعية للحامل ؟ وكيف أعرف وزني الطبيعي وأنا حامل؟ من أجل متابعة وزنك أثناء الحمل والتأكد من أنه ضمن النطاق الصحي، يجب أن تحسبي مؤشر كتلة الجسم (BMI) قبل الحمل. يمكن حسابه باستخدام المعادلة التالية:

BMI = الوزن (كجم) ÷ (الطول بالمتر × الطول بالمتر)
على سبيل المثال، إذا كان وزنك قبل الحمل 65 كيلوجرامًا، وكان طولك 1.65 مترًا، فإن حساب مؤشر كتلة الجسم يكون:
BMI = 65 ÷ (1.65 × 1.65) = 23.9
في هذه الحال، أنتِ ضمن الوزن الطبيعي، لذا فإن الزيادة المثالية للحمل ستكون بين 11.5 و16 كيلوجرامًا.
ما هي الزيادة المسموح بها في الوزن أثناء الحمل؟
كم معدّل الزيادة الطبيعية للحامل بتوأم؟ تعتمد الزيادة المسموح بها في الوزن على عدة عوامل رئيسية، وأهمها عدد الأجنة، والحال الصحية للأم، ومستوى النشاط البدني. إليكِ بعض العوامل التي قد تؤثر على الزيادة الطبيعية للحامل:

- عدد الأجنة: في حال الحمل بتوأم أو أكثر، يُنصَح بزيادة الوزن بمعدل أعلى، حيث تحتاج الأجنة إلى تغذية إضافية. وفقًا لـ مايو كلينك (Mayo Clinic)، فإن الحوامل بتوأم يجب أن يزداد وزنهنَّ بين 16 إلى 24 كيلوجرامًا.
- الحالة الصحية للأم: إذا كانت المرأة تعاني من مشاكل صحية مثل سكري الحمل أو ارتفاع ضغط الدم، قد يوصي الطبيب بزيادة وزن أقل للحفاظ على استقرار الحالة الصحية.
- النشاط البدني: إنّ ممارسة الرياضة الخفيفة أثناء الحمل، مثل المشي أو اليوغا، تساعد في ضبط زيادة الوزن وتجنب التراكم غير الصحي للدهون. وفقًا لـ الخدمات الصحية الوطنية البريطانية (NHS)، فإنّ ممارسة النشاط البدني المنتظم يمكن أن تحسّن المزاج وتقلل من الشعور بآلام الظهر المرتبطة بزيادة الوزن أثناء الحمل.
الخلاصة
بلا شك، تُعَد الزيادة الطبيعية للحامل عاملًا رئيسيًا يؤثر على صحة الأم والجنين. عندما تكون الزيادة ضمن النطاق الصحي، فإنها تدعم نمو الجنين وتقلل من خطر التعرض لمضاعفات الحمل. ومع ذلك، فإن الإفراط في زيادة الوزن أو نقصانه يمكن أن يؤثر سلبًا على صحة الأم والطفل، لذا من الضروري مراقبة الوزن باستمرار واستشارة الطبيب بانتظام. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وقدّمنا لكِ نصائح لإجراء تحليل سكر الحمل.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أن كل امرأة يجب أن تتبع نهجًا صحيًا ومتوازنًا أثناء الحمل، حيث أن المعرفة الدقيقة بالمعدل المثالي للزيادة تساعد في تجنب القلق والارتباك. بالإضافة إلى ذلك، أؤمن بأن اتباع نظام غذائي غني بالعناصر الغذائية المهمة مثل البروتين، والحديد، والكالسيوم، وحمض الفوليك، إلى جانب ممارسة النشاط البدني المعتدل، هو المفتاح لحمل صحي خالٍ من المضاعفات. من الأفضل أيضًا أن تستشير المرأة الطبيب قبل البدء بأي حمية غذائية أو تمارين رياضية لضمان أنها تناسب حالها الصحية.