تُعتبَر الدورة بعد الاربعين مرحلةً مهمّة تمر بها المرأة. حيث تبدأ التغيرات الهرمونية والجسدية في التأثير على انتظام الدورة الشهرية ونمطها. تترافق هذه التغيرات مع العديد من الأسئلة والتحدّيات التي تواجه النساء في هذه الفترة. لذا، من الطبيعي أن تتساءل المرأة عن كيفية التعامل مع هذه التغيّرات والاستعداد لها بشكلٍ صحيح.
في هذا المقال، سنستعرض بالتفصيل ما يحدث للدورة الشهرية بعد سن الأربعين، وأهم الطرق التي يمكن أن تساعدك على الاستعداد لها. سنتناول أيضًا الإشارات التي تدل على قرب انقطاع الدورة الشهريّة وكيفيّة التعامل مع هذه المرحلة بسلاسة ووعي.
كيف تكون الدورة الشهرية بعد سن الأربعين؟
كيف تكون الدورة بعد الاربعين ؟ مع تقدم المرأة في العمر، يبدأ الجسم في التحضير تدريجيًا لمرحلة ما قبل انقطاع الطمث، التي تُعرَف علميًا بـ Perimenopause. خلال هذه المرحلة، تحدث تغيرات هرمونية تؤثر على انتظام الدورة الشهرية وطبيعتها. ومن المهم أن تدرك المرأة أنّ هذه التغيرات طبيعية وليست مصدرًا للقلق في معظم الحالات.
عدم انتظام الدورة
تبدأ الدورة الشهرية بعد الأربعين بالتغير في توقيتها. قد تصبح أقصر أو أطول من المعتاد. وفقًا لتقرير نشرته Menopause: The Journal of The North American Menopause Society، فإن 90% من النساء يعانين من دورات غير منتظمة خلال هذه الفترة بسبب انخفاض مستويات هرمون الإستروجين.
تغير كمية الدم
قد يُلاحظ بعض النساء تغيّراتٍ في كميّة النزيف أثناء الدورة الشهرية. قد تصبح الدورة أكثر غزارة أو أقل من المعتاد. ففي دراسةٍ أجرتها Mayo Clinic أظهرت أن التغيرات في مستويات البروجستيرون تسبب زيادة في سماكة بطانة الرحم. مما يؤدي إلى نزيف أكثر غزارة لدى بعض النساء.
زيادة العوارض المرافقة
يمكن أن تؤدي التغيرات الهرمونية إلى تفاقم العوارض المصاحبة للدورة، مثل الانتفاخ، والتقلصات، والتغيرات المزاجية. والتي تحدث نتيجة تقلب مستويات الهرمونات التي تؤثر على الجهاز العصبي.
كيف أستعد للدورة بعد سنّ الأربعين؟
إنّ الاستعداد لمرحلة الدورة بعد الاربعين ليس أمرًا معقدًا. ولكنه يتطلب وعيًا كافيًا بالتغيرات التي يمر بها الجسم واتباع عادات صحية تسهم في تقليل تأثير هذه التغيرات. لذا، سنقدّم لكِ بعض النصائح والتوجيهات المهمّة في هذه الفترة في ما يلي:
تحسين النظام الغذائي
إنّ تناول الأطعمة الصحية والغنية بالمغذيات يساهم في تحقيق التوازن الهرموني وتحسين الصحة العامة. وفقًا لتقرير نشرته Harvard Health Publishing، فإنّ تناول أطعمة تحتوي الكالسيوم، وفيتامين د، وأحماض أوميغا-3 الدهنية يساعد في تقليل عوارض الدورة الشهرية وتحسين الصحة الهرمونية. كما يُنصح بتقليل استهلاك الكافيين والسكر لأنه قد يزيد من حدّة التوتّر والتقلصات.
ممارسة التمارين الرياضية
لا تفيد ممارسة الرياضة فقط في تحسين الصحة الجسدية، ولكنها تسهم أيضًا في تعزيز الحال المزاجيّة. بل تعزّز أيضًا من إفراز الإندورفين الذي يعمل على تقليل الشعور بالتوتر والقلق. أشارت دراسة نُشرت في The Journal of Women & Aging إلى أنّ النساء اللواتي يمارسن الرياضة بانتظام يواجهن عوارضًا أقلّ حدّةً خلال هذه المرحلة.
شرب الماء بوفرة
إنّ الحفاظ على الرطوبة يساعد في تقليل الانتفاخ وتحسين الدورة الدموية. ممّا يقلّل من حدّة العوارض المزعجة المرتبطة بالدورة الشهريّة.
إدارة التوتّر
يؤثّر الشعور بالتوتر بشكل كبير على الدورة الشهرية بعد الأربعين. لذلك، يُنصح بممارسة تقنيات الاسترخاء مثل اليوغا والتأمل والتنفس العميق. هذه التقنيات أثبتت فعاليتها في تحسين الحال النفسية والجسدية، وفقًا لتقرير National Institute on Aging.
كيف أعرف أن الدورة سوف تنقطع؟
بالحديث عن الدورة بعد الاربعين ، يُطرَح سؤال: كيف أعرف أن الدورة سوف تنقطع؟ إنّ انقطاع الدورة الشهرية، المعروف أيضًا باسم سن اليأس، هو مرحلة طبيعية تحدث عندما تتوقف المبايض عن إنتاج البويضات بشكل دائم. هناك علامات محددة تشير إلى اقتراب انقطاع الدورة، ومن الضروري معرفتها لمتابعة حالتك الصحية بشكل أفضل.
- فترات أطول بين الدورات: قد تلاحظين تباعد فترات الدورة الشهرية بشكل كبير. هذا يحدث نتيجة انخفاض نشاط المبايض وتقليل إنتاج الهرمونات.
- الهبّات الساخنة والتعرق الليلي: تُعتبَر هذه العوارض من العلامات المبكرة لانخفاض مستويات الإستروجين، وقد تؤدي إلى شعور بعدم الراحة. أكّد تقرير صادر عن National Institute on Aging أنّ هذه العوارض شائعة جدًا خلال فترة ما قبل انقطاع الطمث.
- تغيّرات في النوم والمزاج: إنّ مواجهة الأرق، والتوتّر، والاكتئاب قد تكون جزءًا من المرحلة الانتقالية. مما يشير إلى تغيرات هرمونية مستمرة.
- رابعًا، جفاف المهبل: نتيجة لانخفاض مستويات الإستروجين، تعاني العديد من النساء من جفاف المهبل، الذي يمكن أن يسبب إزعاجًا أثناء ممارسة العلاقة الزوجية.
أخيرًا، إنّ الدورة بعد الاربعين ليست فقط مرحلة انتقاليّة، لكنّها فرصة لمراجعة نمط الحياة والاهتمام بالصحّة بشكلٍ أعمق. من المهمّ أن تكوني مستعدّةً لهذه المرحلة عبر تعزيز عادات صحية مثل تناول الغذاء المتوازن، ممارسة الرياضة، وإدارة التوتر. بهذه الطريقة، يمكن تجاوز هذه المرحلة بسلاسة وبدون مواجهة مشاكل كبيرة. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن اسباب نزول الدورة قبل موعدها.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أنّ الوعي بما يحدث للجسم خلال هذه الفترة هو مفتاح التعامل مع التغيرات بشكل إيجابي. أوصي جميع النساء بمراقبة أجسامهن والبحث عن الإرشادات الطبية إذا دعت الحاجة. كما أشجعهن على الاستمتاع بهذه المرحلة الجديدة من حياتهن باعتبارها فرصة لتبني أسلوب حياة صحي يعزز من جودة الحياة.
