ما هي اسباب نزول الدورة قبل موعدها الطبيعي؟ يثير هذا الموضوع الكثير من التساؤلات لدى النساء. خاصّةً عند حدوث ذلك بشكلٍ متكرّر أو مفاجئ. تعتبر الدورة الشهريّة نظامًا دقيقًا يعكس صحّة الجسم، ولكن قد يحدث أحيانًا أن تأتي الدورة قبل وقتها المعتاد. قد يكون هذا التغير طبيعيًا أو قد يدلّ على وجود مشكلة تحتاج إلى متابعة.
في هذا المقال، سنتحدّث عن الحالات التي قد تكون فيها الدورة الشهريّة قبل موعدها أمرًا طبيعيًا. كما سنشرح الأسباب المختلفة التي تؤدّي إلى ذلك، ونناقش ما إذا كان نزول الدم قبل موعد الدورة يشير إلى المعاناة من حال طبيّة تتطلّب عناية. وفي النهاية، سنقدّم بعض النصائح للتعامل مع هذا التغير بطريقةٍ صحيحة.
هل من الطبيعي أن تأتي الدورة قبل موعدها؟
قبل التعرّف على اسباب نزول الدورة قبل موعدها ، يُطرَح سؤال: هل من الطبيعي مواجهة هذه الحال؟ نعم، في بعض الأحيان قد تأتي الدورة الشهريّة قبل موعدها الطبيعي من دون وجود مشكلة صحيّة خطيرة. قد يكون هذا التغير ناتجًا عن تأثيراتٍ عابرة مثل الشعور بالتوتّر والقلق، أو حدوث تغيرات في الروتين اليومي، أو حتى تغيّرات طبيعية في مستويات الهرمونات.
على سبيل المثال، تشير أبحاث National Library of Medicine إلى أنّ الدورة الشهريّة يمكن أن تتأثّر بشكلٍ كبيرٍ بالعوامل الخارجية مثل الإجهاد والبيئة المحيطة. وتشير الدراسة إلى أن معظم النساء يختبرنَ تغيرات بسيطة في توقيت الدورة الشهرية خلال حياتهن، وهذا غالبًا لا يدعو للقلق.
لكن مع ذلك، إذا تكرّر نزول الدورة بشكلٍ غير منتظم أو إذا كان مصحوبًا بعوارض أخرى مثل الشعور بآلام شديدة أو نزيف غزير، فقد يكون من الأفضل استشارة طبيبٍ مختص.
ما سبب تقديم الدورة الشهرية عن موعدها؟
ما هي اسباب نزول الدورة قبل موعدها الطبيعي؟ تتنوّع اسباب نزول الدورة قبل موعدها بناءً على العديد من العوامل التي تؤثّر في نمط الدورة الشهرية. لذلك سنكشف لكِ عن أكثرها شيوعًا في ما يلي:
التغيرات الهرمونيّة
تُعَدّ التقّلبات في مستويات هرموني الإستروجين والبروجستيرون من أكثر الأسباب شيوعًا لتقديم الدورة الشهرية. هذه التغيرات قد تحدث بسبب عوامل طبيعية مثل المراحل العمرية، أو نتيجة عوامل خارجية مثل الإجهاد. أظهرت دراسة منشورة في Journal of Clinical Endocrinology & Metabolism أنّ النساء اللواتي يعانين من اختلالات هرمونية يلاحظن تغيرات ملحوظة في انتظام الدورة الشهرية.
التوتّر والضغط النفسي
يؤثّر الشور بالتوتّر بشكلٍ مباشرٍ على إفراز الكورتيزول. وهو هرمون يتحكّم في استجابة الجسم للإجهاد. وزيادة الكورتيزول يمكن أن تعيق عمل الهرمونات المسؤولة عن تنظيم الدورة الشهرية. تؤكد دراسة أجرتها American Psychological Association أنّ الإجهاد المزمن يؤدّي إلى تقديم أو تأخير الدورة الشهريّة.
التغيرات في الوزن
إنّ زيادة الوزن أو فقدان الوزن بشكل مفاجئ قد يؤدّي إلى حدوث تغيرات في الدورة الشهرية. فالدهون في الجسم تؤدّي دورًا أساسيًا في إنتاج الإستروجين. لذا فإن أيّ تغييراتٍ كبيرة من هذ الناحية قد تؤدّي إلى تغير موعد الدورة.
تناول بعض الأدوية
قد يتسبّب تناول بعض الأدوية، مثل وسائل منع الحمل أو الأدوية الهرمونية، في حدوث اضطرابات الدورة الشهريّة. لذا، إذا بدأتِ في تناول دواء جديد ولاحظتِ تغييرات في موعد الدورة، فمن المهمّ مراجعة الطبيب.
على ماذا يدل نزول دم قبل موعد الدورة؟
بعد التعرّف على اسباب نزول الدورة قبل موعدها الطبيعي، لا بدّ من التعرّف على دلالة هذه الحال. قد يكون نزول الدم قبل موعد الدورة الشهريّة أمرًا طبيعيًا في بعض الأحيان، ولكنّه قد يشير أيضًا إلى حالة طبية. لفهم ما إذا كان هذا النزيف طبيعيًا أم لا، يجب الانتباه إلى عوامل مثل كميّة النزيف، ولونه، ومدّة نزوله. لذا، سنعرض بعض الاحتمالات الممكنة التي قد تفسّر هذه الحال في ما يلي:
علامة على التبويض
في بعض الأحيان، قد يكون نزول بقع دم قبل الدورة الشهرية نتيجة عمليّة التبويض. خلال هذه العملية، يتمزّق الجريب الذي يحتوي البويضة. ممّا قد يؤدي إلى نزيف خفيف. وفقًا لموقع Mayo Clinic، فإنّ نزيف التبويض يُعتبر ظاهرة طبيعية ولا تستدعي القلق.
علامة مبكرة على الحمل
إنّ نزول دم خفيف قبل موعد الدورة قد يكون إشارة إلى نزيف الانغراس، وهو عرض يحدث عندما تنغرس البويضة المخصَّبة في جدار الرحم. عادةً ما يكون هذا النزيف خفيفًا ويستمرّ ليوم أو يومين.
المعاناة من مشاكل صحيّة
في بعض الحالات، قد يشير نزول الدم قبل الدورة إلى المعاناة من مشاكل صحيّة مثل الأورام الليفيّة، أو بطانة الرحم المهاجرة، أو حتى التهابات الجهاز التناسلي. إذا كان النزيف غزيرًا أو استمرّ لفترةٍ طويلة، فمن الأفضل مراجعة طبيب مختص. أظهرت دراسة في Obstetrics & Gynecology Science أنّ النزيف غير الطبيعي قد يكون مؤشرًا على اضطرابات هرمونية أو مشاكل في الجهاز التناسلي.
في النهاية، قد تكون اسباب نزول الدورة قبل موعدها طبيعية وغير مثيرة للقلق في كثير من الأحيان. خاصّةً إذا كانت الدورة الشهريّة تأتي بشكلٍ منتظم في معظم الأحيان. مع ذلك، إذا كان هذا التغير متكررًا أو مصحوبًا بعوارض أخرى مثل الألم الشديد أو النزيف الغزير، فمن الضروري استشارة طبيبٍ مختصّ لتقييم الحال وتحديد السبب. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن اعراض ما بعد الدورة الشهرية.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أن على كلّ امرأة أن تكون على دراية بالتغيّرات التي تحدث في جسمها وأن تتابع أيّ تغييراتٍ غير معتادة مع طبيبها. الصحّة الهرمونية أمر حساس ومهمّ، لذا يجب العناية بها من خلال أسلوب حياة صحّي وواعٍ.
