قد تكون فترة الحمل مربكة وصعبة بالنسبة الى المرأة والرجل على حدّ سواء لأنّهما يعيشان مرحلة انتقالية في حياتهما محفوفة بمسؤوليات جديدة ومهمّة. إنّ أسباب تراجع الرغبة الجنسية عند المرأة خلال الحمل هي واضحة جدًا في حين يتبيّن أنّ نسبة انخفاض الرغبة الجنسية عند الرجل أثناء الحمل هي أعلى بكثير من المرأة. عادةً، ترتفع الرغبة الجنسية عند المرأة خلال الحمل بينما تنخفض عند الرجل الى درجة الصفر. فلا تتفاجئي في حال لاحظت أنّ زوجك يتّجنب العلاقة الحميمة أثناء حملك لأنّ هذا الوضع قد يسببّ لك الاحباط والغضب والشعور بالرفض. في أغلب الأحيان، يعاود الرجل اهتمامه بالعلاقة الحميمة مباشرة بعد ولادة الطفل إذًا ليس الأمر أنّ زوجك ما عاد يحبّك كالسابق بل إنّها مسألة وقت فقط. وتعود أسباب رفض الرجل ممارسة الجنس خلال الحمل الى:
- الخوف من إيذاء الجنين: قد يكون صعبًا على الرجل أن يكوّن فكرة واضحة عن التركيبة الداخلية لجسم المرأة وعن مكان تواجد الجنين. لذلك، قد يخاف معظم الرجال من ادخال القضيب والحاق الأذى بالجنين. من الأفضل هنا أن يفسّر الطبيب للزوج أنّ الجماع لن يؤذي الجنين لأنّ العضو الذكري لن يصل إليه وإن قام الرجل بعمليّة الادخال بطريقة رقيقة فلن يعرّض حياة الطفل ولا الأمّ لأي خطر.
- الشعور بالذنب: لا شكّ بأنّ فكرة أنّ الجنين يستمع الى الأصوات من حوله قد تشعر الرجل بالذنب والخجل. معظم الرجال يفكّرون بهذه الطريقة لذلك يتجنبّون ممارسة الجماع مع زوجاتهم.
- البطن المنتفخ: يجد بعض الرجال الأمر غريبًا لدى رؤية بطن زوجتهم منتفخًا وبداخله شيء يتحرّك. اذ يميل الجنين الى التحرّك أثناء الجماع وهذا الأمر قد يكون مزعجًا أو مخيفًا للرجل. وعند بلوغ النشوة، يضيق الرّحم كما يحصل عادةً ولكن الآن بما أنّه أصبح أكبر حجمًا سيكون واضحًا جدًا للرجل وقد يشعر هذا الأخير بعدم الارتياح عند رؤيته.
- الخوف في اللاوعي من سفاح القربى: بشكل خاص إذا كان الجنين أنثى. إنّ فكرة أن يكون العضو الذكري قريبًا من الجنين سيشعر الرجل بالانزعاج لأنّه يخاف لاشعوريًا من سفاح القربى.
- الخوف من المسؤولية: قد لا يتعلّق الأمر بمظهرك الخارجيّ أو ما إذا كانت العلاقة الجنسية ستؤثر على الجنين بل قد يكون زوجك ببساطة خائفًا من قدوم طفل جديد والمسؤوليات التي ستترتب عليه لاسيّما إن كان الطفل الأول. ربّما هو خائف ومهموم وقلق من أن يفشل في دوره كأب وكمسؤول عن الأسرة وفقدان ما تبقّى له من حريّة. كلّ هذه الضغوطات النفسية من شأنها أن تقللّ من رغبته الجنسية.
لذلك، يجب أن تُبقيا باب الحوار مفتوحًا بينكما في هذه المرحلة وأن تتكلّما بكلّ صراحة ولا تأخذا الأمور بشخصيّة. ليس الأمر أنّ زوجك لم يعد يجدك جذّابة أو لم يعد يهتمّ بك كالسابق بل هناك عوامل أخرى ذات أهميّة كبيرة تسببّ له التوتر وتؤثّر على رغبته الجنسية. لذا، يمكنك أن تنتهزي الفرصة في هذه الفترة لكي تتقرّبا من بعضكما البعض لأنّ العلاقة الحميمية لا تعني فقط الجماع بل يمكن أن تشمل أيضًا المداعبة والملاطفة والاحتضان والتدليك وغيرها.