لا تهملي متابعة مستوى فيتامين د في جسمك خلال فترة الحمل وبعد الولادة، فالموضوع لا يقتصر فقط على تناول المكمّلات الغذائية أو التعرّض للشمس. تشير دراسات حديثة إلى أن نقص هذا الفيتامين الشمسي قد يرتبط بمضاعفات خطيرة تطال الأم والجنين على حدّ سواء. مثل سكري الحمل، والولادة المبكرة، وضعف نمو الجنين داخل الرحم.
فيتامين د ليس مجرد مكمل عابر تتناولينه بين الحين والآخر. إنه عنصر أساسي في دعم صحتكِ الإنجابية والمناعية والغذائية. وحتّى إن كنتِ تعيشين في منطقة مشمسة أو تتبعين نظامًا غذائيًا غنيًا بالألبان والأسماك، ما زالت احتمالية نقصه واردة!
لماذا يعتبر فيتامين د ضروريًا خلال الحمل؟
يؤدّي فيتامين د دورًا حيويًا في تنظيم الكالسيوم والفوسفور، ما ينعكس مباشرة على تطوّر عظام الجنين ونمو دماغه. كما أن مستوياته المنخفضة تزيد من خطر إصابتكِ بمضاعفات مثل:

- ارتفاع ضغط الدم الحملي (ما قبل تسمّم الحمل)
- سكري الحمل
- الركودة الصفراوية أثناء الحمل
- تقييد نمو الجنين داخل الرحم (IUGR)
تخيّلي أن هذه المضاعفات قد تحدث حتّى في الدول التي تتوفّر فيها الشمس بكثرة، مثل تركيا وإيران وباكستان. ممّا يدلّ على أن التعرّض للشمس وحده لا يكفي، بل يجب التأكد من امتصاص الجسم للفيتامين فعليًا.
هل تكفي المكمّلات وحدها؟
غالبًا ما ينصح الأطباء النساء الحوامل بتناول ما بين 400 إلى 600 وحدة دولية يوميًا من فيتامين د. لكن المفاجأة أن هذه الجرعة قد لا تكون كافية لجميع النساء. بعضهن يحتجن إلى جرعات أعلى بسبب عوامل مثل:
- لون البشرة الداكن (الذي يقلّل من امتصاص فيتامين د من الشمس)
- زيادة الوزن أو السمنة
- ضعف الامتصاص في الجهاز الهضمي
- قلة النشاط البدني أو البقاء في المنزل لفترات طويلة
لذا، لا تكتفي بتناول المكمّلات بشكل عشوائي. بل استشيري طبيبكِ بشأن تحليل مستوى الفيتامين في دمكِ واتخذي القرار بناءً على النتائج.
ما الذي يحدث بعد الولادة؟
لا يتوقّف دور فيتامين د عند الولادة. بل تشير الدراسات إلى أهمية قياس مستوياته بعد الولادة مباشرة، لأنّ هذا الفيتامين يعبر إلى الطفل عبر الحليب. وإذا كنتِ تعانين من نقصه، فقد يؤثّر ذلك على:
- نمو الطفل الجسدي (الطول ومحيط الرأس)
- صحّته المناعية
- مستوى الكالسيوم في دمه
في بعض الحالات، حتى الأطفال المولودين لأمهات لديهن مستوى كافٍ من فيتامين د أثناء الحمل، قد يعانون من نقص بعد الولادة إذا لم تتم متابعة مستويات الفيتامين خلال الفترة النفاسية.
خطوات بسيطة لنتائج عظيمة!
- اطلبي فحص فيتامين د في بداية الحمل، ثم أعيدي التحليل في الثلث الأخير وبعد الولادة
- تأكدي من الجرعة المناسبة لكِ وفقًا لوضعك الصحي
- احرصي على التعرّض المنتظم للشمس (15-20 دقيقة يوميًا)
- اتبعي نظامًا غذائيًا متوازنًا يتضمّن أطعمة غنية بفيتامين د مثل السلمون، صفار البيض، والحليب المدعّم، والفطر
عزيزتي، لا تستهيني بفيتامين د، فهو مفتاح أساسي لصحتكِ وصحة جنينكِ، ليس فقط خلال الحمل، بل في جميع مراحل الأمومة. اتخاذ خطوات بسيطة ومتابعة طبية دقيقة قد يجنّبكِ الكثير من المضاعفات الصحية. فابدئي من اليوم، واسألي طبيبكِ عن فحص فيتامين د.. فأنتِ تستحقين الأفضل دائمًا، وصغيركِ أيضًا! ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن اعراض نقص الكالسيوم عند الحامل.