مساء أمس، وبعدما تأكّدت من نوم طفلي الرضيع، دخلت إلى المطبخ لتنظيف أطباق العشاء وأنا أفكّر بالمهام الأخرى التي تنتظرني إلى أن نادتني ابنتي لآخذ قسطاً من الراحة وأشاهد معها إحدى البرامج.
وهذا ما فعلته! ولكن بينما كنت جالسة بالقرب منها وأحاول الإستمتاع بتلك اللحظة، كان تفكيري منشغلاً بقائمة الأعمال التي لا يزال يتعيّن عليّ القيام بها في وقتٍ ما…. وهو ما جعلني أدرك حقيقة أنّ الأمهات لا يحصلن على استراحة حقيقية!
ولو أنّ بعض الأمهات يحرصن على أخذ قيلولة قصيرة في فترة ما بعد الظهر لتعويض النقص في النوم إلّا أني لا أشكّ أبداً في أنّهن يحلمن ربّما بالغرق في بحرٍ من المهام التي لا تنتهي!
حتى عندما نغيب لفترة قصيرة عن المنزل، يبقى بالنا مشغولاً؛ هل الجميع بخير؟ هل يتناولون طعامهم كما يجب؟ هل يحصلون على قدرٍ كافٍ من النوم؟… وعندما نعود إلى المنزل، نعلم أنّ هناك فوضى عارمة بانتظارنها!
باختصار، أن تكوني أماً يعني عدم قدرتك على عيش اللحظة، أن تضعي احتياجات الآخرين قبل احتياجاتك وأن لديك طاقة لأطفالك ولكن ليس دائماً لنفسك. هذا يعني أنّك ولو كنت تمضين وقتاً ممتعاً مع إحدى صديقاتك أو مع زوجك خارج المنزل، فأنت تفكّرين إذا تناول طفلك السكر في غيابك وما إذا كان الوقت قد حان لشراء حذاء جديد لطفلك لأنه كان يمشي بشكلٍ مضحك هذا الصباح.
عندما تُصبحين أماً، ينصحك من حولك بالتأكّد من أخذ قسطٍ من الراحة بين الحين والآخر، ولكن ما يفوتونه هو حقيقة أنّ عقلك يتغيّر حتى أنّه لا يعود ملكك!