تغيرات كثيرة تعيشها الأم للمرة الأولى؛ فهناك عوامل عدّة تدخل حياتها وتجعلها شخصاً آخر، ولكن ما قد لا يعرفه البعض هو أنّ عقلها الذي يتغيّر بعد الإنجاب.
في الأسابيع الأولى من ولادة طفلي الأول، أهدرت ساعات من النوم وأنا متكئة على سريره للتأكد من أنّه يتنفس. ورغم أني كنت أنظّف الأرضيات باستمرار، كنت لا أزال أتخيل سحابة من الغبار السام تلاحقنا وأنا أحمل طفلي الصغير وأتنقل به من غرفة إلى أخرى.
بعد 6 أسابيع، زرت الطبيب ولم يتبيّن أني أعاني من أعراض اكتئاب ما بعد الولادة، ولكن ما كنت أعاني منه هو القلق. قبل الإنجاب، كنت قد تمكنت من التعامل مع الميل نحو القلق بمستوياته المنخفضة، ولكن بعد الإنجاب، لاحظت أنّ الوضع قد ازداد تعقيداً.
> وفقاً لجودي باولوسكي، الباحثة في جامعة رين 1 في فرنسا، والتي تركز على ما تسميه هي وزملاؤها "البيولوجيا العصبية المهملة" لدماغ الأم، "أن تُصبحي أماً هو حدث كبير بالنسبة للدماغ؛ إنّها واحدة من الأحداث البيولوجية التي قد تحدث في حياتك".
وهنا، بدأت أتساءل: "هل سيرافقني هذا القلق دائماً؟ هل سيعاني طفلي بسبب ذلك؟"… كنت أشعر أنّ شيئاً عميقاً في داخلي (شخصيتي، الطريقة التي أنظر فيها إلى العالم) قد تغيّر… ببساطة، إنّه عقلي! وفقاً لجودي باولوسكي، الباحثة في جامعة رين 1 في فرنسا، والتي تركز على ما تسميه هي وزملاؤها "البيولوجيا العصبية المهملة" لدماغ الأم، "أن تُصبحي أماً هو حدث كبير بالنسبة للدماغ؛ إنّها واحدة من الأحداث البيولوجية التي قد تحدث في حياتك".
ما لم أكن أعرفه حينها، ولكني تمنيت ولو كنت أعرفه، هو أنني كنت في خضم أسرع تغيير بيولوجي، عصبي دراماتيكي في حياتي. إنّ الإنزعاج الذي شعرت به، والذي تشعر به العديد من الأمهات الجدد، كان على الأرجح جزئاً من مظاهر التغيرات الهيكلية والوظيفية في الدماغ التي تهدف إلى جعلي أماً يتمحور تركيزها حول حماية طفلها، رعايته، العناية به والحرص على تقديم الأفضل له.
تعاني النساء من تدفق الهرمونات أثناء الحمل، الولادة، والرضاعة الطبيعية التي تهيء الدماغ لتغييرات جذرية في المناطق التي يُعتقد أنها تشكل "دائرة الأم".
تشمل مناطق الدماغ المتأثرة تلك التي تمكن الأم من القيام بمهام متعددة لتلبية احتياجات طفلها، ومساعدتها على التعاطف مع آلامه ومشاعره، وتنظيم كيفية استجابتها للمنبهات الإيجابية أو المخاطر المحتملة. في الأشهر الأولى من حياة رضيعها، يكون تفاعل الأم مع رضيعها بمثابة حافز إضافي لربط دماغها بدماغ طفلها.
وقد وجد الباحثون أنّ القلق أو اليقظة المفرطة التي تشعر بها العديد من الأمهات الجدد، تبلغ ذروتها في الشهر الأول بعد الولادة ثمّ تنخفض. ويعتقد الباحثون أيضاً أنّ هناك تأثيرات أخرى باقية، وهي التي تنعكس على طريقة تربية الأمهات لأطفالهن، وحتى على علاقاتهن بأحفادهن في المستقبل.
هل تعلمين أنّ زوجك يتغير أيضاً مع الأبوة؟