لعلّه أحد أكثر الأسئلة طرحاً على طفلكِ من قبل الأقرباء والأصدقاء بهدف المرح: "أيهّما تحبّ بشكل أكبر؟ والدك أم والدتك؟"، ولكن هذا النوع من المزاح البريء يستند في الواقع على أمور نلحظها في حياتنا اليوميّة، فنجد أنّ الطفل أحياناً يتفاعل مع أحد الوالدين بشكل مقرّب أكثر، في حين أنّ الطرف الآخر لا يحظى بالإهتمام نفسه!
فماذا يقول علم النفس عن الموضوع؟ وهل يحبّ الطفل فعلاً أحد الوالدين أكثر من الآخر؟
في الواقع، يشدّد الخبراء في علم النفس في هذا السياق على أهمية الفصل ما بين مفهوم "الحب" و"التفضيل"، وعدم ربطهما ببعضهما من خلال تحليل تصرفات الطفل.
فالحبّ شعورٌ ثابت يكنّه الطفل لوالديه دون تمييز، أمّا ما نتناوله في هذا المقال، فهو ما يعرف بشعور التفضيل؛ إذ من الممكن أن يظهر هذا الشعور لدى الطفل بشكل متفاوت ما بين الوالدين.
تجدر الإشارة إلى أنّه من الطبيعي جداً أن يقوم الطفل بتفضيل بقاء الوقت بشكل أكبر مع الأم أو الأب، ويعود هذا الأمر إلى كون هذا الطرف أكثر تسامحاً أو مرحاً على سبيل المثال.
وهنا، لا يجب على الطرف الآخر الإمتعاض ولوم الذات، فهذه التصرفات النمطية التي يظهرها الطفل لا تعني عدم شعور الطفل بالحب، بل أنّ هذا الأخير يجد عنصراً ما يدفعه إلى الرغبة في قضاء الوقت مع طرف أكثر من الآخر.
لذلك، نجد أنّ تفضيل الطفل للأم أو للأب قد يتبدّل مع الوقت، خصوصاً وإن أصبح الطرف "الأقلّ شعبية" أكثر مرحاً أو تساهلاً، أو إن بات الطفل في مرحلة عمرية معينة بتطلّع نحو أحد الوالدين من جنس محدّد كمثال أعلى.
هذا التبدّل خير دليل على أنّ لا علاقة للحب بالتفضيل، فلا تأخذي كلام طفلكِ على محمل الجدّ إن أصرّ على إمضاء الوقت مع والده، وقال لكِ: "أنا أحب بابا أكثر!"، إذ ينوّه علماء النفس أنّ الأطفال يستغلّون هذه النقطة لإستقطاب إهتمامكِ بشكل أكبر وحثّكِ على فعل ما يرغبون به.
فعلى ما يبدو، أطفالنا أذكياء ويتمتعون بالحنكة أكثر مما نتوقّع!
إقرئي المزيد: هل من الطبيعي أن يحب طفلك والده أكثر منك؟