إنّ الخجل في العلاقة الزوجية، أو الخجل الذي تعاني منه المرأة خلال العلاقة الحميمية مع زوجها، هو أمر شائع جدًا في مجتمعنا الشرقي ويعود السبب في ذلك على الأغلب الى تربية النساء في مجتمعاتنا على الخضوع والاستسلام للرجل بما أنّ مجتمعنا هو مجتمع ذكوري.
ويتمّ تنشئة الفتاة منذ مرحلة الطفولة على فكرة أنّها "مجرّد جسد ولا رأي لها"، وعلى تلبية حاجات الأب والأخ في المنزل، والطهي والتنظيف وأن تكون "زوجة صالحة ومطيعة" لزوجها في المستقبل. كما يتمّ تربيتها على أن تكون خاضغة لرغبات زوجها الجنسية وأنّه لا يجوز أن تعبرّ عن احتياجاتها الخاصّة. وبالطبع، يتمّ تنشئة الرجل في المقابل على أنّه أعلى شأنًا من المرأة ونتيجة لهذه العقلية المهيمنة والسلبية يظهر الخجل عند المرأة في علاقتها الحميمية مع زوجها.
ولكن هذا العرف الثقافي قد تراجع مع الأجيال الجديدة ولكنّه لا يزال موجودًا بكثرة. إذ تدخل المرأة الى العلاقة الزوجية بشكل مطيع وخاضع باعتقادٍ منها أنّها يجب إطاعة زوجها وأنّ حقوقها هي أقّل منه. ما يجب أن تفهمه النساء هو أنّهنّ لسن أقلّ شأنًا من الرّجال بل إنّها مجّرد أوهام زرعها أجدادنا في أذهاننا ممّا جعلنا نشعر هكذا. إنّ الزواج هو علاقة مساواة في المنزل وكلّ شريك لديه واجبات يجب أن يتمّمها تجاه منزله وتجاه الآخر. إذا دخلت المرأة الحياة الزوجية بخضوع فسيعاملها زوجها بالطريقة نفسها، لأنّ الآخرين يعاملونك كما تعاملين نفسك.
إضافة الى ذلك، إنّ أكثر مكان تشعر به المرأة بالخجل هو غرفة النوم، فتأخذ معظم النساء فكرة عن أنّ الجماع هو لإرضاء رغبة الرجل بينما لا يحقّ لهنّ الاستمتاع أو حتّى طلب المتعة. إنّ الفراش هو حقّك الشرعي مع زوجك وهو وسيلة صحيّة لكي تتغلبيّ بها على خجلك خلال ممارسة الجماع. تحدّثي عن مشاعرك ورغباتك مع زوجك فهذا من شأنه أن يعزّز العلاقة بينكما وسيصبح الفعل الحميمي أكثر متعة. لا أحد يعرف جسدك أكثر منك لذا حاولي الاستمتاع بالفعل الجنسيّ ومن المفيد جدًا أن تصارحي زوجك بما يشعرك باللذة وبالعكس. سيّدتي، كوني إيجابية وتذكريّ أنّ زوجك سيعاملك كما تعاملين نفسك.