كانت تقول لي أمي: "توقفي عن إستعمال عيدان القطن وإحذري إدخالها في أذنك" إلا أن الإحساس بالانتعاش والنظافة كانا أقوى من النصيحة فكنت أشعر بالقشعريرة لحظة تنظيف أذنيّ بتلك العيدان معتقدةً أني أقوم بالعمل الصائب وهو إزالة الشمع العالق في الأذن. مهلًا! ليس هناك ما يدعو للاشمئزاز أو القرف فهذه الافرازات هي "شمع الأذن" بحسب التسمية العلمية وهي الطريقة التي تحاول من خلالها الأذن أن تنظف نفسها عن طريق النفق السمعي الخارجي الذي يضم الغدد العرقية، الغدد المسؤولة عن إفراز شمع الأذن والشعر الذي يحمي الأذن من الفطريات والبكتيريا.
وبحسب مدير قسم السمع وجراحة قاعدة الجمجمة في معهد علم الأعصاب السويدي في سياتل الطبيب الاخصائي دوغلاس باكوس Douglas Backous، أكد أن الأذن تُخرج الشمع لتنظف القناة الخاصة بها وعملية تنظيفها بعيدان القطن تسبب إعادة إدخال هذه المواد الى الأذن الداخلية ما يؤدي في غالبية الأحيان الى إجراء جراحة فورية لتنظيف الشمع.
تصلب الأذن الوسطى، هل يفقدك السمع؟
في الحقيقة، لسنا أكثر ذكاءً من أجسامنا لنتحايل عليها لذا فعملية إزالة الشمع ليست بالأمر الصحي ما يدفعنا بالإستنتاج الى أنّ تنظيف الأذنين بعيدان القطن من الأخطاء الشائعة المتوارثة من جيل الى جيل! التهاب خشاء الأذن، كيف تلاحظين الإصابة به؟
أما الحل بحسب الطبيب دوغلاس فهو تنظيف الأذن من الخارج لأن شمع الأذن سرعان ما يجفّ ويصبح أكثر سهولة بسبب تعرّضه للهواء. كما قدّم الطبيب نصيحةً للأشخاص الذين يرفضون رؤية الشمع في الأذن تقضي بتمرير قطنة مطهّرة على المنطقة الخارجية من الأذن للتأكد من إزالة هذه المادة اللزجة والمزعجة.