تشعرين ببعض العوارض غير المعهودة منذ فترة من الوقت، ولكنّكِ كحال الكثيرات تلجئين إلى الإنترنت للتشخيص بدلاً من زيارة الطبيب؟ قد تبدو لكِ الطريقة الاسهل وحتّى الأوفر، ولكن ماذا لو قلنا لكِ أنّ هذا الإتجاه السائد أخيراً قد يهدّد صحتكِ في شكل جدي؟
إذ بيّنت الإحصاءات أنّ حوالى 80% من النساء يلجأن إلى "قوقل" أو محركات البحث الأخرى، في ما يختص بالأمور الصحية، في حين أن 60% من أبحاثهنّ تتمحور حول تشخيص حالة مرضية معينة. ولكن ما لا تدركه الكثيرات أنّ طريقة استعمال الإنترنت هذه قد تتحول من مجرد فضول، إلى حالة من الهوس، أطلق عليها العلماء إسم Cyberchondria.
للمزيد: 5 عادات يوميّة انقرضت بعد الإنترنت!
وفي حين أنّنا جميعاً نبحث على الإنترنت عن العوارض التي نشعر بها أحياناً والعلاجات المحتملة، متى يجب دقّ ناقوس الخطر؟ الرغبة بالمعرفة أمر إيجابي، ولكنّ الخطر الفعلي يكمن في الخوف الذي يتسبّب به هذا النوع من التشخيص "أون لاين"، إذ تبين أنّ معظم الأشخاص يشعرون بقلق أكبر بكثير بعد الإطلاع على عوارضهم وأسبابها المحتملة على الإنترنت! أمّا السبب، فيعود إلى الآلاف من المواقع الإلكترونية التي تنشر ربمّا أسوأ الإحتمالات لعوارض يوميّة طبيعية، وتزوّد القارئ أحياناً بمعلومات خاطئة.
على سبيل المثال لا الحصر، قد تصلين إلى إحتمال الإصابة بالسرطان من خلال البحث عن آلام بسيطة في الحلق، في حين أنّ البحث عن مسبّبات الحازوقة قد يحذرك من خطر الإصابة بنوبات قلبيّة!
كذلك، يعرّض المريض أحياناً حياته للخطر بسبب إهمال بعض العوارض المهمّة، والتي تفشل المواقع الصحيّة بتشخيصها في شكل سليم.
لذلك، وفي المرّة التالية التي تلجئين بها إلى الإنترنت للبحث عن إجابات صحيّة، تذكّري أولاً أن المعلومات المذكورة ليست بالضرورة صحيحة، وثانياً، أن تطابق عوارضكِ مع بعض الحالات المتطرفّة والنادرة ليس على الإطلاق مؤشراً للقلق، فكل حالة تختلف عن الأخرى، ويبقى القرار السليم هو في مراجعة طبيبكِ لطمأنة كلّ المخاوف التي تصيبكِ!