لم أتوقّع يوماً أن أكون تلميذةً على مقاعد الطلاق، ولكنّ الواقعة حصلت! وها أنا بعد سنين، أُشارككِ وأُشاركها وأُشارك جميع الأمهات المطلّقات تجربتي "الصعبة" مع الانفصال وأبرز الدروس التي علّمتني إياها، وأنا واثقة بأنها تُشبه إلى حدٍّ كبير تجربة كثيرات.. فتابعي القراءة حتى النهاية!
- تعتقدين بأنكِ بمأمن من الحزن والزعل لو كنتِ تعملين أو تتبضعين أو تُرافقين طفلكِ في رحلةٍ ميدانية، ولكنكِ مخطئة تماماً فالحزن يعرف دوماً سبيلاً إلى قلبك وتفكيرك. ويُمكن لأغنيةٍ أو موقف أو أي تفصيل في يومياتك أن يُذكّرك بواقعك ويدفعكِ لذرف الدموع، متناسيةً التفاصيل المهمّة التي أدّت إلى طلاقك!!
- عندما يكون طفلكِ مع والده بعيداً عنكِ تظنّين بأنّ الوقت لن يمرّ بسرعة. لكن عندما تشغلين نفسكِ مع الأصدقاء أو بمسلسلٍ ممتع، تمرّ الدقائق بسرعة من دون أن تفكري فيه أو تشتاقي له. وعندها تبدأين بمساءلة نفسكِ أي نوع من الأمهات أنتِ وهل يمكن أن يكون تصرفكِ طبيعياً. والحقيقة أنه طبيعي وملائم جداً!
- مسؤولياتكِ كثيرة وكبيرة لكن ما مَن يشتكي ويتذمّر لو قصّرتِ في أيّ منها، ولا مَن ينتظركِ لتنتهي من وضع طفلكِ في السرير ليُكمل النقاش الحاد الذي كان قد بدأه قبل ساعات. وهذا أمرٌ يبعث الراحة في النفس!
- تُخبرين صغيرك بقرار الطلاق وتكسرين قلبه، فتتمنين بعدها أن تنسي هذا الحوار وتضعينه جانباً إلى غير رجعة! لكنكِ تتفاجأين باضطراركِ للعودة إليه وتلاوته على مسامعه كلّما تقدّم في السن. فما كان يهمّ ابن التسع سنوات في قصة انفصال والديه لم يعد يهمّ ابن الثانية عشر سنة، وهكذا دواليك.
- مهما كانت أوضاعكِ المالية وبصرف النظر عمّا إذا كنتِ تتلقّين نفقةً شهريّة من طليقك، سوف تشعرين بالخوف والاضطراب في ما يتعلّق بإدارة نفقات المنزل ومصاريف الطفل والمدرسة كما لو أنها المرة الأولى في كلّ مرة.
- حتى ولو كنتِ سعيدة في حياتكِ الجديدة، ستشتاقين دائماً إلى حياتكِ القديمة. في البداية، ستُخيفكِ فكرة الاشتياق وتجعلك تتساءلين ما إذا كنتِ قد ارتكبتِ خطأً فادحاً بطلاقكِ من زوجك. وعلى مرّ السنين، ستُدركين أنّ هذا الاستشياق لا يعني أكثر من أنكِ كنتِ محظوظة بما يكفي لتكون لكِ ذكريات جميلة ولحظات ساحرة من حياتكِ القديمة المليئة بالفوضى!
- بعد الطلاق، لن تتواصلي مع زوجكِ كما كنت تفعلين في السابق وستدأبان معاً للتوصّل إلى طريقةٍ مفيدة للتحاور والتعاون من أجل تربية طفلكما. فبعد كلّ ما مرّيتما به، ستبقيان إلى الأبد مرتبطين بشخصٍ تكنّان لهما كلّ الحب.
- في كلّ مرة يتصرّف فيها طفلكِ بطريقةٍ غريبة، ستلومين الطلاق على تصرفاته، وستبحثين من دون كلل عن مؤشرات لعدم تأقلمه مع الحياة الجديدة كما كنتِ تودّين. صحيح أنّ الطلاق يُغيّر مسار العائلة والحياة، ومن بعده، لن يعود طفلكِ كما كان ولكنّه سيكون بخير. وستُدركين مع الوقت أنّ كل قرار تتخذينه بعد الطلاق مهم في حياته وسيُساعده على التعافي من الحدث الأليم بقدر قرار الطلاق نفسه.
وأنتِ، ماذا تعلّمتِ من تجربة طلاقك؟ هيّا شاركينا أفكاركِ وتجربتكِ في خانة التعليقات.
اقرأي أيضاً: 6 تحديات تُواجهها كلّ أمّ مطلّقة!