عديدة هي التحديات التي يمكن أن تُواجه المرأة/ الأم بعد صدور حكم الطلاق. وصحيح أنّ حالتكِ وحالة كلّ أم مختلفة عنالأخرى ولها ظروفها وتحدياتها، لكنّ بعض الظروف والتحديات شائع ومتكرر في أوساط أمهات مطلّقات كثيرات، وفي ما يلي لمحة سريعة على الأبرز بينها، فتابعينا!
> المجتمع العربي لا يرحم المرأة المطلّقة. وبالنسبة إليه، أنتِ إما ثائرة على الصورة التقليدية لكِ كزوجة وأم، وإما مرذولة لعدم جدارتكِ في بناء أسرة أو لوقوعك في الخطأ.
نظرة المجتمع
فالمجتمع العربي لا يرحم المرأة المطلّقة. وبالنسبة إليه، أنتِ إما ثائرة على الصورة التقليدية لكِ كزوجة وأم، وإما مرذولة لعدم جدارتكِ في بناء أسرة أو لوقوعك في الخطأ. في كل حالٍ من الأحوال، الناس من حولكِ لن يرحموكِ ولن يتوانوا عن ملامتكِ على زعزعة استقرار زواجك وهدمه، غاضين الطرف على أنّ فشل أي علاقة زوجيّة هو مسؤوليّة الزوج والزوج سواسية!
ألم الفراق
يُمكن لنهاية أيّ علاقة عاطفيّة أن تكون قاسية ومؤلمة، كم بالحريّ لو كانت هذه النهاية مكتوبة لزواجك! ومع ذلك، لا ينبغي بأن تدعي ألم الفراق ومشاعر الخوف والفشل تُسيطر عليكِ وتُقيّد تحركاتك وتمنعكِ من التفكير والتصرّف بطريقة سويّة، لما فيه خيركِ الشخصي وخير أطفالكِ لاسيما إن كانوا في حضانتك.
أحاديث البلد
بعد الطلاق، ستُمسين فجأةً من"كوكبٍ آخر"، سجينة أحكام الناس وأحاديثهم وحواراتهم التي لا تنتهي والتي تمنحهم الحق، كل الحق لذكر اسمك والتطرّق إلى حياتكِ الشخصيّة دون استئذان، بوجودك أو غيابك لا فرق!
> يُمكن لنهاية أيّ علاقة عاطفيّة أن تكون قاسية ومؤلمة، كم بالحريّ لو كانت هذه النهاية مكتوبة لزواجك!
الأعراف والتقاليد
بعد أن تنالي حكم الطلاق، توقّعي بأن تنهال عليكِ الانتقادات والقيود والمحرّمات والممنوعات، ويُجبرك أهلكِ والمجتمع على الالتزام بالعادات والأعراف والتقاليد على غير هدى.
تربية الأبناء والتخفيف عنهم
لعلّ تربية الأبناء والتخفيف من وقع الطلاق عليهم هي أكبر التحديات التي ستُواجهينها كأم مطلّقة، إذ سيكون عليكِ أن تتعلّمي كيف تكوني مسؤولة ومستقلّة وكيف تُحافظي على صغارك وتُربّيهم تربيةً حسنةً، على الرغم من أنكِ وحيدة وتُواجهين ضغوطاً نفسيّة جمّة.
فقدان الشعور بالذات
في غياب زوجٍ/ أبٍ تتشاركين معه المسؤوليات والواجبات والنفقات والمصاريف (لاسيما أنّ المبلغ الذي تحكم به المحاكم الشرعيّة لا يُغطي سوى جزءٍ بسيط من هذه النفقات والمصاريف)، ستُضطرين لأن تكوني لصغاركِ الأب والأم والمربي والمعيل، أيّ كلّ شيء ومن الطبيعي أن تنسي نفسك وتُهملي العناية بها وبمظهرك. وهذا ما يجب أن تتصدّي له بكلّ جوارحكِ، محيطةً نفسكِ بأهل وأصدقاء يحنون عليكِ ويمدّون لكِ يد العون من دون سؤال.
تلك كانت لائحة مختصرة لأهم التحديات التي يُمكن أن تواجهكِ كأم مطلّقة في عالمنا العربي والإسلامي، من المهم جداً أن تكوني على وعيٍ كاملٍ بها قبل أن تُقدمي على أيّ خطوة قد تندمين عليها!
اقرأي أيضاً: نصائح المعالجة النفسية للحدّ من آثار الطلاق السلبيّة على الأطفال