ما حكم الإسلام في إهمال الأهل لأطفالهم؟ الشيخ وسيم يجيب عن هذا السؤال فيما يلي:
فيقول تعالى: (وقفوهم إنهم مسؤولون) ومما يُسأل عليه الإنسان يوم القيامة الذرية والأطفال والأولاد، ليس من الناحية المادية والنفقة (كالطعام والشراب والثياب والدواء…) فحسب بل والتربية الاسلامية والايمانية والاخلاقية، فيجب شرعا على الأهل (الأب والأم) الاهتمام بالاطفال منذ الصغر لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، الْإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا…." رواه البخاري، لأنه كما يوجد عقوق الولد لوالديه وذلك محرم شرعا ومن الكبائر، كذلك يوجد عقوق الوالدين للأطفال والاولاد وهو محرم أيضا، وذلك عندما نرى عدم اهتمام الأهل بهم وسوء التربية من قِبل الوالدين، (هذا يسمى عقوق من الآباء بالأبناء)، وفي بعض المنازل تقوم الخادمة الغير مسلمة بتربية الطفل، فقد جاء رجل إلى سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يشكو إليه عقوق ابنه، فأحضر سيدنا عمر رضي الله عنه الشاب فقال له لِمَ تعق أباك، وأنَّبه سيدنا عمر فقال: يا أمير المؤمنين أليس للولد حقوق على أبيه قال: بلى أن ينتقي أمه، ويحسن اسمه، ويعلمه القرآن .
للمزيد: الشيخ وسيم يشرح عن مفهوم الأسرة في الإسلام
قال الشاب أبي لم يفعل من ذلك شيئا، أمي كانت زنجية تزوجها أبي بعد مجوسي، وسماني جُعلاً (أي خنفساء) ولم يعلمني من الكتاب (القرآن) حرفاً واحداً، التفت سيدنا عمر رضي الله عنه إلى الأب قائلاً :شكوت ابنك وقد عققته قبل أن يعقك وأسأت إليه قبل أن يسيء إليك.
وفي الختام نسأل الله تعالى أن يرزقنا ذرية صالحة تدعو لنا بعد مماتنا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أو ولد صالح يدعو له" ونسأله تعالى أن يوفقنا لحسن تربية الأطفال على الوجه الذي يحبه ويرضاه.