ما هي أبرز حقوق الوالدين في الإسلام؟ الشيخ وسيم المزوق يشرح عن هذا الموضوع بالتفاصيل، في ما يلي:
فيقول الله تعالى: (وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيراً) [الإسراء 23-24]، في هذه الآية قَرَنَ سبحانه الإحسان إليهما وحُسْن الرِّعَايَةِ بهما بعبادته والإخلاص له، لأن ذلك من أعظم الحقوق للوالدين على الأبناء، والمراد هنا جميع أنواع الإحسان بالأقوال والأفعال، والبدن والمال. وخاصة في حال كبرهما، لأنهما حينذاك أحوج إلى البر والإحسان، واللطف والرفق، والاحترام والتوقير ونهى عن إساءة الأدب معهما، وإظهار التبرم والتأفف لهما، فضلاً عن رفع الصوت عليهما، أو سبهما وشتمهما، أو احتقارهما والتعالي عليهما، فكل ذلك نهي عن حقوقهما ولو بجرح مشاعرهما بكلمة "أُفٍّ" كعلامة على الضجر منهما، كما أن الله سبحانه لم يمدح الذُّلَّ ولم يَقْبَلْ من عباده أن يقع منهم على بعض إلاَّ في مقام الوالدين.
فقال تعالى كما جاء في الآية: {وَاخْفِضْ لَـهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ}، ويجب برهما لأن ذلك طاعة لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: (ووصينا الإنسان بوالديه إحساناً)، وفي الصحيحين عن ابن مسعود رضي الله عنه قال سئل النبي صلى الله عليه وسلم أي العمل أفضل قال إيمان بالله ورسوله ثم بر الوالدين .. الحديث. فطاعة الوالدين واحترامهما سبب لدخول الجنة كما في صحيح مسلم عن أبي هريرة عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ رَغِمَ أَنْفُ ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُ ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُ قِيلَ مَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ مَنْ أَدْرَكَ أَبَوَيْهِ عِنْدَ الْكِبَرِ أَحَدَهُمَا أَوْ كِلَيْهِمَا فَلَمْ يَدْخُلْ الْجَنَّةَ، واحترامهما وطاعتهما شكر لهما لأنهما سبب وجودك في هذه الدنيا وأيضاً شكر لها على تربيتك ورعايتك في صغرك، قال الله تعالى: (وأن اشكر لي ولوالديك .. )، وبر الولد لوالديه سببُ لأن يبره أولاده ، قال الله تعالى: (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان).
للمزيد:الشيخ وسيم يشرح عن حكم الحب في الاسلام
فحق الوالدين عظيم، ومهما اجتهد الولد في برهما والإحسان إليهما، فلن يوفيهما حقهما، ويشكر فضلهما، وإن من شكرهما أن يكثر من الدعاء لهما في حياتهما وبعد موتهما كما قال تعالى: {وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً} [الإسراء 24].
فهكذا علم الله عباده، وبهذا أمرهم أن يدعوا لوالديهم بالرحمة أحياءً وأمواتًا، جزاء رعايتهم لهم وإحسانهم إليهم. قال ابن جرير رحمه الله تعالى: "ادع الله لوالديك بالرحمة، وقل رب ارحمهما وتعطف عليهما بمغفرتك ورحمتك كما تعطفا علي في صغري، فرحماني وربياني صغيرًا، حتى استقللت بنفسي واستغنيت عنهما ".
فحقوق الوالدين على الولد في الشريعة الاسلامية يجب أن تكون بالإحسان إليهما والطاعة لهما والدعاء بالإضافة إلى الإنفاق عليهما إذا احتاجا إلى النفقة وهو (أي الولد: الذكر والأنثى) قادر غني، قال صلى الله عليه وسلم: "إن أطيب ما أكل الرجل من كسبه، وإن ولده من كسبه فكلوا من أموالهم" رواه أبو داود والحاكم.
وأختم بدعاء سيدنا نوح عليه السلام حيث دعا لوالديه بعد دعائه لنفسه، ولم يقدم عليهما أحداً، لا زوجاً، ولا قريباً، ولا صديقاً، قال تعالى على لسان نوح عليه السلام: (رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمناً وللمؤمنين والمؤمنات)[نوح: 28].
للمزيد:الشيخ وسيم يشرح عن التربية الإسلامية الصحيحة لمنع الغيرة بين الأخوة