عديدة هي مصادر الغذاء للكالسيوم.
فإلى جانب الحليب ومشتقّاته، هناك المأكولات النباتيّة على غرار الخضار الورقيّة الخضراء والمكسّرات والبقول والمنتجات الغذائيّة المدعّمة.
وقد يحتوي بعض هذه المأكولات على نسبة لا يُستهان بها من الكالسيوم، إلا أنّ هذه النسبة لا تُوفّر لجسمكِ حاجته اليوميّة من هذا المعدن الحيويّ والأساسيّ لتقوية الـعظام والحفاظ على سلامتها كما تظنين.
لماذا؟ لأنّ الجسم لا يمتصّ الكالسيوم الغذائي بالتساوي، ولأنّ درجة امتصاص الجسم للمعادن والفيتامينات المتوفّرة في الطعام تخضع لمفهوم التوافر الحيوي أو الـBioavailability الذي يُقيم اعتباراً لمختلف المكوّنات الموجودة في كل طعام والدور الذي تلعبه في تحفيز امتصاص الكالسيوم أو عرقلته.
فالحليب يحتوي مثلاً على الفيتامين د واللاكتوز اللذين يُساعدان الجسم على امتصاص الكالسيوم. على عكس المصادر النباتية التي يمكن أن تشمل عناصر ومكوّنات تُعرقل امتصاص الجسم للكالسيوم، كالفيتات والأوكزالات.
وصحيح أنّ كمية الكالسيوم في كوب من الراوند تفوق كمية الكالسيوم في كوب من الحليب، إلاّ أنّ الجسم لا يمتص إلا 8.5% من كالسيوم الراوند مقابل 32.1% من كالسيوم الحليب، أي أنكِ بحاجة إلى تناول 4 أكواب من الراوند لتُعادلي كوباً واحداً من الحليب.
أما بالنسبة إلى المنتجات المُدعّمة، فيستطيع الجسم امتصاص الكالسيوم منها كما يفعل بالحليب. ولكنّ هذه المنتجات لا تحتوي للأسف على كمياتٍ كبيرة جداً من الكالسيوم، بما يعني أن لا يمكن التعويل عليها وحدها للحصول على الحاجة اليومية منه.
إن وجدتِ مفهوم التوافر الحيوي مسألة معقّدة، تذكّري بكلّ بساطة أن لا يُمكنكِ استبدال الحليب ومشتقّاته بمصادر الكالسيوم الأخرى من دون أن يكون لهذا الأمر أثراً سلبياً على التغذية العامة لأسرتكِ ومستوى البروتين والماغنيزيوم والفوسفور والفيتامينات أ ود وب2 وب12 في جسم كل فرد من أفرادها!
وبما أنّ الفطور الصباحي هو الوقت الوحيد الذي تكونين فيه برفقة أسرتكِ وتكون لكِ فيه القدرة على مراقبة كلّ فرد منهم والتحكّم بنوعية الطعام الذي يستهلكه، سخّري جهودكِ من أجل إغنائه بالحليب وسواه من الخيارات الصحية المغذية، فيتحوّل بالتالي إلى أفضل وجبات اليوم وأكثرها غنىً بالعناصر الغذائية الأساسية والضرورية لمدّ عقولهم بالوعي والإيجابية والقدرة على التركيز وسرعة الاستجابة، وأجسامهم بالطاقة والنشاط والصحة وبكل ما يلزمها لمواجهة الكمّ الهائل من المأكولات غير الصحية التي يتعرّضون لها خلال يومهم وهم بعيدون عنك.
اقرأي أيضاً: دليلكِ لوجبة فطورٍ صحيٍّة ومتوازنة!