ها أنت اليوم في العقد الرابع من العمر وتتساءلين عن الافرازات البنية التي دخلت إلى يومياتك في الآونة الأخيرة ولا تشبه الافرازات التي عهدتها واعتادت أن تكون شفافة أو بيضاء اللون وغير مصحوبة برائحة من أي نوع.
فهل تكون افرازات بعد الاربعين البنيه امر طبيعي أم نذير حالة مرضية معينة؟ اليك الاجابة الشافية في المقال التالي من "عائلتي"…
في الإجمال، تشير الافرازات البنية بعد سن الاربعين الى بداية المرحلة الانتقالية أو ما يعرف بمرحلة ما قبل انقطاع الحيض (Perimenopause)، وهي الفترة التي تسبق سن اليأس وتتراوح بين عامين واحدى عشر عاماً. وفي إطارها، يتحضّر الجسم للانتقال من مرحلة الدورات الشهرية المنتظمة والإباضة المنتظمة إلى مرحلة الدورات الشهرية غير المنتظمة واللاإباضة فالانعدام الطبيعي والدائم للخصوبة، مع تباطؤ عمل الجهاز التناسلي وانخفاض إنتاجه لهرموني الأستروجين والبروجيسترون بشكل خاص.
ومن أولى علامات بدء المرحلة الانتقالية: عدم انتظام الحيض – بين دورة شهرية طويلة ودورة شهرية قصيرة وأخرى متأخرة – المصحوب بإفرازات بنية غير اعتيادية. تُضاف إليها الهبات الساخنة والتعرق الليلي وتقلب المزاج والجفاف المهبلي والكثير من الارتباك.
ويمكن لتجربة نزول الافرازات البنية ما قبل انقطاع الطمث أن تختلف بين امرأة وأخرى، تبعاً لوضع هرمونات كل واحدة ونمط عيشها ونشاطها البدني. ولعلّ السبب الرئيسي لهذه الافرازات هو الضمور أو الحالة التي تتسم بضعف الأوعية الدموية المتواجدة داخل جدار الرحم وتفجرها بشكل مفاجئ متسببة بافرازات بنية اللون (ناتجة عن انخفاض مستوى الهرمونات الأنثوية في الجسم).
وفي أكثرية الحالات، تظهر الافرازات البنية لدى المرأة بواقع مرة أو مرتين في غضون عدة أشهر. لكن، مع اقتراب سن اليأس، تزداد وتيرة هذه الافرازات حتى انقطاع الحيض بشكل مفاجئ.
وكما ذكرنا سابقاً، يمكن لهذه العملية أن تستغرق سنوات عديدة، كما يمكن أن تكون سريعة.
إلى ذلك، وعلى الرغم من أنّ نزول الافرازات البنية من وقت لآخر أمر شائع جداً في مرحلة ما قبل انقطاع الطمث، تنصحك "عائلتي" باستشارة الطبيب في خصوصها لاستبعاد أسباب أو حالات أخرى يمكن أن تؤدي إلى هذا النوع من الافرازات المهبلية، لاسيما إن اختبرتِ:
- نزيفاً مهبلياً قوياً عقب الافرازات البنية
- نزيفاً مهبلياً غير متوقع بعد مرور ستة أشهر على ظهور الافرازات البنية
- نزيفاً مهبلياً لأكثر من أسبوعين (مع أو من دون افرازات بنية)
فالمرأة في المرحلة الانتقالية تكون أكثر عرضة لسرطان الرحم، تماماً كالنساء اللواتي يعانين من السمنة الزائدة والسكري وارتفاع ضغط الدم.
اقرأي أيضاً: طرق التخفيف من اعراض انقطاع الطمث طبيعيا