كان الطلاق خيارًا نادرًا في الماضي، وفي حال حصوله، كان يترك وراءه تبعات اجتماعية تؤثر سلبيًا على الزوجين خاصّة المرأة. اذ كان يُعتبر الطلاق أمرًا مهينًا ومعيبًا. وكان يُنظر الى المرأة على أنّها وصمة عار أو غرض مستعمل لم يعد أحد يرغب به. لذلك استمرّت العديد من النساء في زواجهّن على الرغم من تعاستهنّ فقط كي لا يتمّ وصمهنّ بتلك الصفات.
للمزيد: المعالجة النفسية تشرح عن اعراض ازمة منتصف العمر
أمّا في يومنا هذا، فبات الطلاق قرارًا أسهل من اختيار فستان الزفاف! فقد أصبح الثنائي يلجأ الى الطلاق بكلّ عزم وتصميم ما إن يقع خلاف بينهما أو يواجهان عقبات في حياتهما الزوجية. إنّ الطلاق في كلتا الحالتين ليس حلاًّ سليمًا، لذا متى يكون الطلاق الحلّ الأنسب للزوجين؟
• في حالة الإساءة الجسدية: إن كان هناك عنف منزلي فمن المهمّ أن تنفصلي عن الشريك لأنّ العنف هو سلوك عدائي لن يتغيّر وقد يكون قاتلاً.
• في حالة الزنا: إن كان هناك دليل على الخيانة الزوجية، فمن الأفضل أن تحاولي حلّ هذه المسألة مع الشريك أوّلاً وتحاولي معرفة السبب الذي دفعه الى ارتكاب الزنا. وإن كان السبب له علاقة بكما كثنائي ولم يكن هناك أمل من معالجته فمن الأفضل أن تطلبي الطلاق فورًا. لا تنسي أن هناك شخصان في العلاقة لذلك يجب أن يتشاركا المسؤولية سويًا عندما تدعو الحاجة، كما يقول المثل "يد واحدة لا تصفق". وفي حال تمّ حل المشكلة بينكما ولكن من دون جدوى فيجب النظر في الطلاق.
• عدم القدرة على التواصل: إذا كنت غير قادرة على التواصل بشكل صحيح مع زوجك، حاولي أن تخضعي الى جلسات استشارية للأزواج لأنّه في بعض الأحيان قد يتمكّن الأخصائي من مساعدتكما على تعلمّ سبل التواصل مع بعضكما البعض.
> إن كان هناك عنف منزلي فمن المهمّ أن تنفصلي عن الشريك لأنّ العنف هو سلوك عدائي لن يتغيّر وقد يكون قاتلاً
• إذا كان الشريك يتعاطى المخدرات ويرفض الذهاب الى مركز لإعادة التأهيل
• إن كان هناك إهمال من قبل الزوج لزوجته وأطفاله وإن كان يرفض أن يتغيّر
• إن بذلت كلّ جهودك لانجاح زواجك ولكن من دون جدوى.
هناك اعتقاد خاطئ بأنّ الطلاق يؤثّر سلباً على الأطفال. الحقيقة هي أنّ الأطفال سيتأثرون أكثر إن استمرّوا بالعيش في منزل يعمّه التوتر والإهمال والعدائية والعنف. وبطبيعة الحال، سيتأثر الأطفال عندما يتم اتخاذ قرار الانفصال ولكن على المدى الطويل سيكون حلاً سليمًا أكثر من عيشهم مع والدين غير سعيدين في زواجهما.
عليك أن تتذكّري أمرًا مهمًّا وهو أنه عندما يقع خلافاً بينكما، يجب أن يكون الطلاق خياركما الأخير، إلاّ إذا وجدتما أنّه الحلّ الأنسب لكما.