لم نعتقد زوجي وأنا أنه سيأتي يوم وأنام فيه مع أطفالنا في غرفتهم، وأنني سأنفصل عنه في الليل، الى حين ولادة طفلنا، حيث نُسفت كل خططنا، ولكن هل تأثرت علاقتنا؟
عندما بدأنا أنا وزوجي في الاستعداد لوصول ولدنا، أخذنا دروسًا في تربية الأطفال، وتعلّمنا عن المخاطر المرتبطة بمشاركة السرير وكيفية ضمان سلامة الأطفال عندما يتشاركون مساحة نوم مع شخص بالغ. اشترينا سريرًا لابننا للتأكد من أن لديه مكانًا آمنًا للنوم. ولكن بعد الولادة نُسفت كل خططنا، وأصبحت أمًا تنام بجانب طفلها… ولكن!
أنا أم تنام بجانب طفلها ولكن في غرفته!
منذ اللحظة الأولى لولادة طفلي أدركت أنّه سيحتاج الى مساعدة لتعلّم كيفية النوم. كان يرضع كل ساعة طوال الليل لشهور، وأحيانًا أكثر. ومنت أسأل نفسي، كيف اجعل طفلي الرضيع ينام طوال الليل؟ لذا، بدأت بسرعة أبحث عن حلول، حتى أنّنا انتقلنا الى الرضاعة الصناعية في الشهر الرابع، لأتمكن من فصله عني بالكامل.
قررنا، من ضمن الخطط لمساعدة طفلي على النوم بمفرده، أن يهتم زوجي به ليلًا، فيعطيه الحليب ويغني له لينام في غرفته الخاصة، ولكن لم ننجح!
لم يكن بوسعي سوى النوم بجانبه، ولكنني نجحت بإصراري على النوم في غرفته وليس بجانبنا أنا وزوجي. بقيت على هذه الحال، حتى بلغ إبني السنة من عمره، وهنا كانت الكارثة. إذ كان ينام طوال الليل طالما أنا بجانبه…
ولكن، لم يكن ليأتي الى غرفة نومي، وهذا أمر إيجابي وسط جحيم الليالي. استغلّيت هذا الأمر لاحقًا لأؤكّد له أنه عندما يحتاجني يناديني ولا يأتي إليّ.
لا أخفي عليكنّ أن نوم الأطفال بجانب أهلهم يجعلهم يكتسبون أمرًا لطالما تمنيته، وأنا أؤكّد على ذلك، إذ:
- يجمعني بولدي رابط عاطفي قويّ يعوّل عليه
- ابني من الأطفال الذين ينامون نومًا عميقًا طوال الليل
- ابني اليوم واثق من نفسه ومن والديه
- أستطيع أن أتّكل عليه لأنه يفهم عليّ من النظرة الأولى
- يأكل بشكل سليم ومنتظم
- تعلّم كيفية إقامة العلاقات والروابط السليمة
إبني اليوم في السنة الثالثة، ومع الاستعداد للدخول الى المدرسة انفصل عني بالكامل. ينام بمفرده، يلبس بمفرده ويأكل بمفرده بشكل سليم، وهذا كلّه أتى بشكل طبيعي لأنّه يثق بي ويعلم أني بجانبه مهما بعُدت المسافة.
أنا أم تنام بجانب طفلها ولكن لم تخسر علاقتها بزوجها!
في الحقيقة، كانت المفاجأة كبيرة عندما واجهنا هكذا أمر لليالٍ طوال. وهناك أمران ساهما في توطيد العلاقة بيننا لا العكس كما يعتقد البعض:
- كنت أنام مع طفلي في غرفته وليس في السرير الزوجي
- كنا نتصارح ونعزز التفاهم بيننا ونبحث عن الحلول لعلاقتنا كما لنوم طفلنا
عندما يغفو طفلي كنت أنتقل للنوم بجانب زوجي في غرفتنا حتى ولو بكى طفلي بعد ساعة. كان الأمر متعب بالنسبة إلي، لكننا قررنا ذلك والتزمنا به، كما خلقنا روتينًا للحفاظ على علاقة زوجية سليمة. وهذا ما كنا نفعله:
- كنا نخرج لليلة واحدة مرّة في الشهر ونترك طفلنا عند أهلي، هل تعلمين أنه هناك حيلة تكشف استراتيجية الجدات الناجحة في تنويم الأحفاد؟
- كنا نأخذ إجازة ليوم واحد ونمضيه سوية بينما طفلنا في الحضانة
والأهم أننا كنا نلعب مع ولدنا ونهتم به سوية، الأمر الذي جعلنا ندرك كم هو بحاجة إلينا ليلًا ونهارًا، وبالتالي لم نعد نلومه بل نلبّي حاجاته من دون أن نهمل حبنا ورغباتنا.
وأخيرًا، لست هنا لأشجّعك على النوم بجانب طفلك، ولكنني أشاركك اختباري في هذا المجال لأقول إنّ الأمور مع الأطفال تختلف من طفل إلى آخر، فهل أنت أنا أم تسمح لطفلها بتمضية وقته أمام الشاشة؟ لا تشعري بالذنب، بل راقبي حاجاتك وحاجات طفلك وكزني معتدلة في التصرف.