لطالما كنت متشدّدة حيال تمضية طفلي وقته أمام الشاشة بحيث كنت أحتار بشأن الأنشطة المسلية التي تنسيه الشاشات إلى أن جاء الحجر المنزلي وغيّر قناعاتي.
نعم، سمعت كثيراً عن تأثير التكنولوجيا السلبي في الأطفال وعن توصيات المنظمات المهنية مثل منظمة الصحة العالمية والأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال في ما يتعلق بالوقت الذي يُمكن للصغار تمضيته أمام الشاشة تبعاً لفئاتهم العمرية.
ومع ذلك، وجدت نفسي مضطرّة خلال الحجر المنزلي إلى تطبيق بعض الإستثناءات، حيث سمحت لابني ركان البالغ من العمر 4 سنوات بتمضية وقت أطول أمام شاشات الهاتف أو الآيباد.
لم يكن لدي خيار آخر لأنّ الشيء الوحيد الذي كان يجذب انتباه طفلي لمدّة ساعة كاملة في اليوم كانت شاشة الهاتف وليس أي لعبة من ألعابه. لذلك، كنت أستفيد من هذه الساعة لإنهاء أعمالي المنزلية… وقد أضفت إلى تلك الساعة 30 دقيقة لتتسنى لي الفرصة لتحضير الطعام.
لا أنكر القلق الذي شعرت به حين تجاوزت القواعد التي سبق وكنت أتبعها ولا الشعور بالذنب الذي رافقني خلال تلك المرحلة، خوفاً من أن ألحق الضرر أو الأذى بطفلي، ولو عن غير قصد.
ولكن، ما كان يخفّف عني بعض الشيء هي تطبيقات الرقابة الوالدية التي كانت تضمن لي الحفاظ على سلامة طفلي وحمايته من التعرض لأي محتوى غير لائق.
وبعد التجربة، اكتشفت أنّ تمضية الطفل نصف ساعة إضافية أمام الشاشة ليس بالأمر السيء كما كنت أعتقد بل العكس… فقد أفاده ذلك في اكتساب المزيد من المفردات والكلمات ما ساهم في تطوّر مهاراته اللغوية والمعرفية.
إنّ ممارسة بعض الليونة مع الطفل لا تضر شرط أن تكوني متواجدة دائماً بقربه!