كثيرا ما تشعر الأم بالفضول لمعرفة المزيد عن حياة اطفالها، لا سيما البنات منهم. كيف تحثين طفلتك اذا على البوح بأسرارها لك من دون خوف؟
لا شك في أنّ كل أم تسعى الى ان تكون صديقة ابنتها، املا منها بأن تلجأ اليها هذه الأخيرة في كل المواقف التي تواجهها في الحياة. لكن من أجل تحقيق هذه العلاقة، هناك قواعد على الام اتباعها مع ابنتها منذ صغرها!
لا تلعبي دور الكمال
القاعدة الذهبية التي تجعل طفلتك تتشجع وتخبرك كل ما يحدث معها في حياتها وكل المشاعر والأفكار التي تراودها تكمن في ان تشعر طفلتك انك مثلها، انسانا معرضا لأن يخطئ ويتخذ قرارات غير صائبة أحيانا.
لذلك، حاولي تجنّب لعب دور الشخص الكامل الذي لا يخطئ أمام طفلتك. بل على العكس، عندما تقترفين أي خطأ، حاولي مشاركته مع طفلتك وحتى الإعتذار عنها. بذلك، تكونين قد كسرت حاجز الخوف الذي لا بد من أن تشعر به الطفلة عندما تخطئ، فتتشجع على مشاركتك الأمور التي تحدث معها، لا سيما السلبية منها.
نصائح تعوّد طفلتك على مصارحتك بكل شيء
بهدف بناء علاقة متينة مع ابنتك في مراهقتها، هناك تدابير عليك اتخاذها في طفولتها من شأنها أن تمهد الطريق لعلاقة مثالية بينك وبينها:
- لا تشجعيها على إخفاء الأمور: من الجيد ان تتعلم طفلتك حفظ اسرار المنزل والاسرار التي تخبريها اياها. لكن لا تشجعيها على الكذب من خلال ابقاء أمور معينة عن الآخرين. في هذا السياق، تجنبي جعلها تعتاد على إخفاء ما يصب في مصلحتك. مثلا، “لا تخبري بابا اننا ذهبنا إلى السوق اليوم” أو “إذا سألتك عمتك ماذا فعلنا بالأمس، قولي لها اننا بقينا في البيت”. فباستعمال هذه الطريقة، انت تعودين طفلتك على الكذب، وسيرتد ذلك عليك.
- لا تتجاهلي مشاعرها أو “تسخفي” أسرارها: قد تكون أسرار الأطفال سخيفة في نظر الراشدين، فإذا كانت طفلتك البالغة من العمر 4 سنوات “مغرمة” بصديقها في المدرسة، قد تقترفين خطأ تسخيف مشاعرها ومشاركتها مع الآخرين على سبيل النكتة. تجنبي ذلك لأن من شأنه أن يردعها عن اخبارك المزيد، وقد تندمين على ذلك عندما تكبر.
- كوني سندها ومرجعيتها: تجنبي استعمال العنف او التهديد بالضرب او العقاب عندما تعترف لك ابنتك بخطأ قد اقرفته، فمع الوقت، سيؤدي هذا الاسلوب الى الحد من الأمان الذي تشعر به طفلتك عندما تتحدث معك. لذلك، كوني سندها الدائم ومرجعيتها من خلال استبدال اسلوب العنف باسلوب المناقشة والتربية على معرفة الخطأ والصواب.
قد يبدو تطبيق هذه النصائح صعب إلى حد ما، لكنك ستحصدين ثماره في وقت لاحق، وستشكرين نفسك عليه.
ولا تنسي أنّ كثرة تذكير الطفل بأخطائه لا يعفيه من ارتكابها بل هذا ما يحدثه في نفسه!