إن أردنا مناقشة أكثر أساليب العقاب استخداماً وفعالية، مقابل أقل أضرار وتداعيات ممكنة على نفسية الطفل، لا بدّ من التوقف عند مفهوم "التعطيل المؤقت" أو الـTime Out الذي تلجأ إليه أكثرية الأمّهات لتأديب الطفل ونهيه عن التصرف بشكل خاطئ مجدّداً.
ولكلّ من لم تسمع بهذه التسمية، إنّها ببساطة ترمز إلى وضع الطفل في بقعة معزولة، مثل الزاوية، أو الدرج، دون منحه أي من أساليب التسلية والترفيه، وخلال وقت محدّد، ليفكر الطفل في ما قام بفعله.
رغم فعالية هذه الطريقة، إن تمّ طبعاَ تنفيذها بشكل صحيح بعيداً عن أي تعنيف جسدي أو كلامي، إلّا أنّ هناك خطأ شائع نرتكبه جميعا كأهل في هذا الخصوص، يخفّف من فعالية هذا العقاب: "إنّه التكلم".
وهنا لا نقصد بتكلّم الطفل، بل أنّ الإحصاءات تشير إلى أنّ الأكثرية الساحقة للأهل تتكلّم مع الطفل خلال فترة العقاب، إن لمناقشة الحدث الذي تسبب بمعاقبته، أو لعدم تركه يشعر بالملل.
ولكن ما يغفله الأهل هو أن الملل جزء ضروري لفعالية العقاب؛ فإن كان الطفل لا يشعر به، لن يتأثر بهذا التعطيل المؤقت، وسيعاود ارتكاب الخطأ إعتباراً بأن العقاب كان سهلاً عليه.
فما هي الطريقة الأمثل لتنفيذ هذا العقاب؟
عند إقدام طفلكِ على ارتكاب الخطأ، وجّهي له إنذاراً أولياً بأنّ ما يقوم به خطأ، إن لم يمتثل ويتوقف، إلجئي إلى العقاب فوراً وبحزم دون أي كلام أو شرح.
مع انقضاء فترة العقاب الصامتة، والتي يجب أن يكون عدد دقائقها موازياً لعمر الطفل، إعمدي إلى مناقشة ما حصل بهدوء مع الطفل، وشرح الأسباب والتداعيات.
هكذا، وبتعديلات بسيطة، ستضمنين أن يستفيد طفلكِ وبأقل فترة ممكن من عقابه، ويتعلّم الدرس بسرعة!
إقرئي المزيد: طفلك لم يتخطَّ سن الخامسة ويضرب الآخرين؟ هكذا تتصرفين حسب عمره!