الشيخ وسيم المزوق يشرح على عائلتي عن مفهوم الجمال في الإسلام في ما يلي:
فمن أعظم الأحاديث التي ذُكر فيها الجمال حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قال: قال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ قَالَ رَجُلٌ إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا وَنَعْلُهُ حَسَنَةً قَالَ إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ وَغَمْطُ النَّاسِ". رواه مسلم.
والجمال ليس منحصراً بحيثية معينة، فيوجد جمال الخِلقة وجمال النفس والخُلق من قول أو فعل، قال تعالى: " فاصفح الصفح الجميل إن ربك هو الخلاق العليم"، وقال سبحانه: "واصبر على ما يقولون واهجرهم هجراً جميلاً" الهجر الجميل: هو الذي لا عتاب معه.
للمزيد:الشيخ وسيم يشرح عن مفهوم الحرية في الاسلام
وننقل إليكم كلام ابن القيم رحمه الله تعالى الذي أوضح وبيّن معنى الحديث المذكور أعلاه: وقوله في الحديث إن الله جميل يحب الجمال يتناول جمال الثياب المسؤول عنه في نفس الحديث ويدخل فيه بطريق العموم الجمال من كل شيء، وفي صحيح مسلم: "إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا" ، وفي سنن الترمذي " إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده"، وعن أبي الأحوص الجشمي قال رآني النبي صلى الله عليه وسلم وعليَّ أطمار فقال هل لك من مال قلت نعم قال من أي المال قلت من كل ما آتى الله من الإبل والشاه قال فلتر نعمته وكرامته عليك" رواه أحمد، فهو سبحانه يحب ظهور أثر نعمته على عبده فإنه من الجمال الذي يحبه وذلك من شكره على نعمه وهو جمال باطن، فيحب أن يرى على عبده الجمال الظاهر بالنعمة والجمال الباطن بالشكر عليها، ولمحبته سبحانه للجمال أنزل على عباده لباسا وزينة تجمل ظواهرهم وتقوى تجمل بواطنهم؛ فقال: "يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوآتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير " الأعراف 26 ، وقال في أهل الجنة: " ولقَّاهم نضرة وسرورا (11) وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا (12) " الإنسان ، فجمل وجوههم بالنضرة وبواطنهم بالسرور وأبدانهم بالحرير وهو سبحانه كما يحب الجمال في الأقوال والأفعال واللباس والهيأة يبغض القبيح من الأقوال والأفعال والثياب والهيأة فيبغض القبيح وأهله ويحب الجمال وأهله.
فالجمال في الصورة واللباس والهيأة المحمود منه ما كان لله وأعان على طاعة الله وتنفيذ أوامره والاستجابة له، والمذموم منه ما كان للدنيا والرياسة والفخر والخيلاء والتوصل إلى الشهوات، نسأل الله تعالى أن يرزقنا جمال الروح والنفس والأخلاق السامية, وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.