يُعَدّ اتّباع نصائح بعد ازالة اللولب ضروريًا لكلّ امرأة تفكّر في نزع هذا الجهاز الصغير من رحمها. بعد سنوات من الاعتماد عليه كوسيلة فعالة لمنع الحمل، قد تمرّين بتغيّرات مفاجئة لا تجدين لها تفسيرًا واضحًا. ورغم أن العملية تبدو بسيطة وسريعة، إلّا أن الجسم قد يتفاعل بطرق غير متوقعة، خصوصًا في الأيام والأسابيع الأولى بعد الإزالة.
في هذا المقال، سنكشف لكِ أهم النقاط التي عليكِ الانتباه لها. سنشرح التغيرات الجسدية والنفسية، ومتى تعود الخصوبة، وما الذي عليكِ مراقبته عن قرب. هذه المعلومات مدعومة بدراسات طبية وأبحاث حديثة، لتكوني على دراية بكل ما يمكن أن تواجهينه في هذه المرحلة.
راقبي علامات النزيف وتأخر الدورة
بعد إزالة اللولب، قد تلاحظين نزيفًا خفيفًا أو بقعًا دموية لعدة أيام. هذا الأمر طبيعي ولا يستدعي القلق. لكن، في بعض الحالات، قد يمتد النزيف لفترة أطول أو يتأخر موعد الدورة الشهرية.
بحسب دراسة نُشرت في Journal of Women’s Health، أظهرت أن ما يقارب 20% من النساء يعانين من اضطرابات مؤقتة في الدورة خلال الشهر الأول بعد نزع اللولب، خاصة إذا كان هرمونيًا. أما إذا كان اللولب نحاسيًا، فقد تكون الدورة أكثر غزارة في البداية، ثم تعود إلى طبيعتها تدريجيًا.
لذلك، من الضروري مراقبة دورتك لمدة شهرين على الأقل. إذا لاحظتِ نزيفًا شديدًا، أو غيابًا غير مبرّر للطمث، يُفضَّل مراجعة طبيبتك لإجراء فحص شامل والتأكد من عدم وجود التهابات أو خلل هرموني.
توقّعي تغيّرات في الحال المزاجية
من المهم أن تعرفي أنّ تقديم نصائح بعد إزالة اللولب لا يقتصر فقط على الجانب الجسدي. فالحال النفسية تتأثر أيضًا، خاصّةً إذا كنتِ قد استخدمتِ لولبًا هرمونيًا مثل “ميرينا”.
يشعر بعض النساء بقلقٍ مفاجئٍ أو تقلبات مزاجية بعد الإزالة. يعود السبب إلى التغير في مستويات الهرمونات، إذ يتوقف إفراز البروجسترون الصناعي فجأة، ما يؤدي إلى عدم توازن مؤقت.
وفي هذا السياق، تؤكد دراسة منشورة في Contraception Journal أن إزالة اللولب الهرموني قد تؤدي إلى مواجعة عوارض مشابهة لما بعد الولادة، مثل الالتهابات وسرعة البكاء والتعب النفسي، لكنها غالبًا ما تختفي خلال أسابيع قليلة.
لذا، احرصي على الحصول على الراحة، والنوم الجيد، وممارسة الرياضة الخفيفة مثل المشي لتخفيف حدة التغيرات النفسية.
اعرفي متى تعود الخصوبة
تُعَدّ عودة الخصوبة بعد إزالة اللولب من أكثر الأمور التي تشغل بال النساء. بعضهن يعتقدن أن الجسم يحتاج وقتًا طويلًا ليستعيد قدرته على التبويض، لكن الحقيقة مختلفة.
تشير الدراسات إلى أن التبويض قد يعود في أول دورة بعد الإزالة، خصوصًا إذا كان اللولب غير هرموني. أما مع اللولب الهرموني، فقد يستغرق الأمر من أسبوعين إلى ثلاثة أشهر.
وفقًا لمجلة Fertility and Sterility، حوالي 80% من النساء يحملن خلال السنة الأولى بعد إزالة اللولب. لذا، إن لم تكوني ترغبين في الحمل فورًا، من المهم استخدام وسيلة بديلة لمنع الحمل بعد الإزالة مباشرة.
وهنا تظهر أهمية التخطيط المسبق، سواء كنتِ ترغبين في الحمل أو لا.
لا تهملي العناية بنظافة المنطقة الحساسة
أحد الأمور التي تُهمل غالبًا بعد نزع اللولب هو العناية بمنطقة المهبل. بعد الإزالة، يصبح عنق الرحم أكثر حساسية، وقد تزداد احتمالية الإصابة بالتهابات، خاصّةً إذا لم تُتّخذ إجراءات وقائية.
ينصح الأطباء بتجنّب ممارسة الجماع لمدة 48 ساعة بعد الإزالة. كما يُفضَّل الامتناع عن استخدام الغسولات المهبلية الكيميائية في هذه الفترة.
اختاري ملابس داخلية قطنية، وغيريها بانتظام. وابتعدي عن حمامات السباحة والجاكوزي في الأيام الأولى لتفادي العدوى.
في حال شعرتِ بحرقة، أو لاحظتِ إفرازات غير طبيعية ذات رائحة كريهة، استشيري طبيبتك فورًا. فالتدخل المبكر يمنع المضاعفات.
اسألي طبيبتك عن متابعة ما بعد الإزالة
في كثير من الأحيان، يُزال اللولب من دون أن يُطلَب من المرأة العودة للمتابعة. لكن هذا الأمر ضروري، خاصّةً إذا واجهتِ أي عوارض غير معتادة.
يجب أن تشمل نصائح بعد إزالة اللولب تقييم حال الرحم بعد الإزالة، والتأكد من عدم وجود بقايا أو التهابات. لذلك، يُفضّل حجز موعد بعد أسبوعين من الإزالة، خصوصًا إذا كنتِ تخططين للحمل.
أيضًا، إذا كنتِ تنوين تركيب وسيلة بديلة، يجب مناقشة الأمر مع طبيبتك فورًا، لأن بعض الوسائل تحتاج لتركيبها في وقت محدد من الدورة الشهرية.
الخلاصة
لا تقتصر نصائح بعد إزالة اللولب فقط على زيارة العيادة والعودة إلى حياتك كالمعتاد. فالجسم يحتاج وقتًا ليتأقلم مع التغيّرات الجديدة. من الضروري الانتباه لأي إشارة غير مألوفة، سواء كانت جسدية أو نفسية.
التخطيط المسبق، والمتابعة الطبية، والانتباه للتفاصيل الصغيرة يمكن أن يُحدث فرقًا كبيرًا في هذه المرحلة. لا تتردّدي في طرح كل تساؤلاتك على طبيبتك، فهذه المرحلة تتطلب وعيًا واستعدادًا كاملًا. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن توقيت وضع لصقات منع الحمل بعد الدورة.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أن التوعية الطبية ما زالت قاصرة في تغطية هذه المرحلة المهمّة من حياة المرأة. من حقكِ أن تفهمي ما يحدث لجسمكِ، لا أن تُفاجئي بعوارض لم يُحذّرك أحد منها. لذلك، لا تهملي صحتكِ، وثقي دائمًا أن المعرفة المسبقة هي مفتاح الراحة النفسية والجسدية.
