يُعَدّ إجراء اختبار حالتك النفسية خطوة أساسية لتقييم مدى استقراركِ العاطفي والنفسي، خاصةً في ظل التحديات اليومية التي قد تؤثر على صحتكِ النفسية من دون أن تلاحظي ذلك. فمع ضغوط العمل، والمسؤوليات الأسرية، والتغيرات الشخصية، قد تجدين نفسكِ في حال من الإرهاق الذهني من دون أن تفهمي السبب الحقيقي وراء ذلك. لهذا السبب، يصبح من الضروري أن تتوقفي بين الحين والآخر لتقييم حالكِ النفسية من خلال أساليب علمية تساعدكِ على معرفة ما إذا كنتِ بحاجة إلى الحصول على الراحة، أو الدعم النفسي، أو حتى استشارة مختصّ.
في هذا المقال، سنوضح لكِ كيفية إجراء اختبار حالك النفسية بشكل دقيق، وكيف يمكنكِ معرفة ما إذا كنتِ تمرّين بحال نفسية غير مستقرة. بعد ذلك، سنشرح كيف يتم قياس نسبة المعاناة من الاكتئاب باستخدام مقاييس علمية معتمدة. وأخيرًا، سنبرز أهمية العناية بالصحة النفسية وتأثيرها على حياتكِ اليومية.
كيف اختبر حالتي النفسية؟
من أجل معرفة مدى استقرار حالتكِ النفسية، يمكنكِ إجراء اختبار حالتك النفسية يطريقة بسيطة تعتمد على تحليل مشاعركِ وسلوكياتكِ في الفترة الأخيرة. كما أن الأطباء النفسيين يعتمدون على استبيانات مختصّة لمساعدة الأفراد في فهم حالهم النفسية بشكل أكثر دقة.

1. تحليل مشاعركِ وسلوكياتكِ
قبل كل شيء، اسألي نفسكِ الأسئلة التالية لتقييم صحتكِ النفسية:
- هل تشعرين بالإرهاق الذهني أو العاطفي من دون سبب واضح؟
- هل تمرّين بتقلبات مزاجية مفاجئة تؤثّر على حياتكِ اليومية؟
- هل تجدين صعوبة في الاستمتاع بالأشياء التي كنتِ تحبينها من قبل؟
- هل تلاحظين تغيّرًا في نمط نومكِ، سواء كان أرقًا مستمرًا أو نومًا مفرطًا؟
2. مراقبة تأثير حالكِ النفسية على حياتكِ اليومية
- هل تجدين صعوبة في التركيز في العمل أو الدراسة؟
- هل تشعرين بالضغط أو القلق المستمر من دون معرفة السبب؟
- هل أصبحتِ أكثر حساسية تجاه المواقف البسيطة أو أقل تحمّلًا للضغوط؟
3. مراقبة تفاعلاتكِ الاجتماعيّة
- هل تميلين إلى العزلة أكثر من المعتاد؟
- هل تجدين صعوبة في التحدث عن مشاعركِ مع الآخرين؟
- هل تشعرين أنكِ تفتقرين إلى الدعم العاطفي أو أن لا أحد يفهمكِ؟
إذا كانت إجاباتكِ تعكس مشاعر سلبية متكررة، فمن المهم أن تأخذي هذه المؤشرات على محمل الجد وتفكري في اتخاذ خطوات لتحسين صحتكِ النفسية.
كيف تعرفين أن حالتك النفسية سيئة؟
قد يكون من الصعب أحيانًا ملاحظة أنكِ تمرّين بحال نفسية سيئة، لأن العوارض تتطور تدريجيًا. لكن هناك بعض العلامات التحذيرية التي تشير إلى أن صحتكِ النفسية تحتاج إلى اهتمام خاص، والتي يمكن تضمينها في اختبار حالتك النفسية :

أهم العلامات التي تدلّ على سوء الحال النفسية
- التعب العاطفي المستمر: إذا كنتِ تشعرين بالإرهاق العاطفي حتى بعد الحصول على قسط كافٍ من الراحة، فقد يكون ذلك مؤشرًا على الضغط النفسي المزمن.
- نوبات القلق أو الحزن غير المبرر: إنّ الشعور بالقلق الشديد أو الحزن من دون سبب واضح قد يكون علامة على اضطرابات نفسية مثل القلق أو الاكتئاب.
- فقدان المتعة في الأنشطة اليومية: إذا لاحظتِ أنكِ لم تعدي تستمتعين بالأشياء التي كنتِ تحبينها، فقد يكون ذلك إشارة إلى وجود مشكلة نفسية تحتاج إلى تقييم.
- اضطرابات النوم: الأرق أو النوم الزائد من العلامات الشائعة التي تشير إلى وجود اضطرابات نفسية.
- تغيّر في الشهية: سواء فقدتِ شهيتكِ تمامًا أو بدأتِ في تناول الطعام بكثرة كرد فعل على التوتر، فهذه قد تكون علامة على المعاناة من حال نفسية غير مستقرة.
- الرغبة في العزلة الاجتماعية: إذا كنتِ تجدين نفسكِ تفضلين العزلة والابتعاد عن الأصدقاء والعائلة، فقد يكون ذلك مؤشرًا على اضطراب نفسي يحتاج إلى معالجة.
- زيادة التفكير السلبي: إذا كنتِ تجدين نفسكِ غارقة في أفكار سلبية حول المستقبل أو تشعرين بعدم القدرة على التغيير، فقد تكون هذه إشارة إلى تدهور حالكِ النفسيّة.
عندما تلاحظين أكثر من واحدة من هذه العلامات، فمن الأفضل استشارة مختص نفسي للحصول على التوجيه المناسب.
كيف أقيس نسبة الاكتئاب؟
هل إجراء اختبار حالتك النفسية يقيس معدّل الاكتئاب؟ تُعتبَر المعاناة من الاكتئاب أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعًا، وله درجات متفاوتة تتراوح بين الخفيف والشديد. يمكن قياس نسبة الاكتئاب من خلال اختبارات معتمدة تساعد الأطباء على تقييم شدته ووضع خطة علاجية مناسبة.

1. استخدام مقياس بيك للاكتئاب (Beck Depression Inventory – BDI)
يُعَدّ هذا المقياس من الأدوات الأكثر استخدامًا لتحديد مستوى الاكتئاب. يتكون الاختبار من مجموعة من الأسئلة التي تقيّم المشاعر والسلوكيات خلال الأسابيع الأخيرة، ويتم تصنيف النتائج إلى:
- اكتئاب خفيف (من 0 إلى 13 نقطة)
- اكتئاب متوسط (من 14 إلى 19 نقطة)
- اكتئاب شديد (أكثر من 20 نقطة)
2. الإجابة على بعض الأسئلة التحليلية
- هل تفكرين بنظرة سلبية تجاه نفسكِ أو حياتكِ باستمرار؟
- هل تجدين صعوبة في القيام بالأنشطة اليومية بسبب الشعور بالإحباط أو التعب؟
- هل لديكِ أفكار متكررة حول الفشل أو انعدام الأمل؟
إذا أجبتِ بنعم على معظم هذه الأسئلة، فمن المهم أن تستشيري مختصًا نفسيًا لتحديد مدى شدة حالكِ النفسية واتخاذ الخطوات المناسبة للعلاج.
الخلاصة
تؤدّي الصحة النفسية دورًا أساسيًا في حياتكِ اليومية، ولذلك يجب عليكِ عدم تجاهل أي إشارات تدل على تدهورها. إنّ إجراء اختبار حالتك النفسية هو أداة مفيدة تساعدكِ على تقييم مشاعركِ، وفهم ما إذا كنتِ بحاجة إلى دعم نفسي أو مجرد استراحة ذهنية. إذا لاحظتِ أنّ العوارض التي تعانين منها تتفاقم بمرور الوقت، فمن الأفضل طلب المساعدة قبل أن تؤثر على جودة حياتكِ. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن انواع الشخصيات في علم النفس.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أن كل امرأة يجب أن تمنح صحتها النفسية نفس الاهتمام الذي تمنحه لصحتها الجسدية. فالتوازن النفسي لا يقل أهمية عن التوازن الجسدي، لأن العقل السليم هو المفتاح لحياة مستقرة وسعيدة. لذلك، أوصي بأن تأخذي وقتًا يوميًا لتقييم مشاعركِ، تمارسي تقنيات الاسترخاء، وتتحدثي مع شخص تثقين به إذا شعرتِ بالحاجة إلى ذلك. والأهم، لا تترددي في طلب المساعدة المهنية عند الحاجة، فالصحة النفسية ليست رفاهية، بل ضرورة للحفاظ على جودة حياتكِ وسعادتكِ.