في الثلث الثالث من الحمل، تبدأين بعيش مرحلة مليئة بالتحديات والتغيرات الجسدية التي تهيئك لاستقبال طفلك المنتظر. خلال هذه الفترة الممتدة من الأسبوع الـ28 وحتى الأسبوع الـ40، ستلاحظين عوارض متعددة تستدعي اهتمامك وعنايتك بصحتك. لذا، إنّ التحضير لهذه المرحلة ليس خيارًا، بل ضرورة تضمن لك تجربة حمل أكثر راحة وسلامة.
مع التغيرات السريعة في جسمك، قد تجدين نفسك تسألين عن كيفية التعامل مع العوارض المختلفة بطريقةٍ صحيحة. لذا، سنساعدك اليوم في التعرف على التغيرات التي تواجهينها وكيفية تخفيف تأثيرها. دعينا نتعمق أكثر في التفاصيل، ونقدّم نصائح مجرّبة تمنحك الراحة في الثلث الثالث من الحمل.
تقلصات براكستون هيكس
خلال الأشهر الأخيرة، ستشعرين بانقباضات غير منتظمة تُعرف بتقلصات براكستون هيكس. هذه الانقباضات تُشبه المخاض ولكنها ليست حقيقية. قد يصاحبها تحجر مؤقت في البطن، لكنها عادة ما تكون غير مؤلمة. للتخفيف منها، حاولي تغيير وضعيتك أو أخذ قسط من الراحة.
آلام الظهر
مع نموّ الجنين وزيادة وزنك، تتأثر عضلات ظهرك بشدة. اختاري وضعيات جلوس تدعم ظهرك، واستخدمي وسادة خلفية لتخفيف الضغط. كما أن ممارسة التمارين الخفيفة، مثل اليوغا، تساعدك على تحسين مرونة عضلاتك.
التبوّل المتكرّر
قد تجدين نفسك تزورين الحمام بشكل متكرر بسبب ضغط الجنين على المثانة. على الرغم من ذلك، لا تقللي من شرب الماء، فهو ضروري للحفاظ على ترطيب جسمك وصحة جنينك. حاولي تقليل استهلاك السوائل قبل النوم لتجنب الاستيقاظ المتكرّر.
ضيق التنفس وصعوبة النوم
يصبح ضيق التنفّس شائعًا بسبب تمدّد الرحم وضغطه على الحجاب الحاجز. لتخفيف المشكلة، نامي على جانبك الأيسر واستخدمي وسائد لدعم جسمك. هذه الوضعية تساهم في تحسين تدفق الدم وتخفيف الضغط على الأعضاء.
المعاناة من البواسير
قد يؤدّي الضغط المتزايد على الأوردة، بالإضافة إلى الإمساك المتكرر، إلى المعاناة من البواسير. تجنبي الإمساك عبر تناول أطعمة غنية بالألياف مثل الفواكه والخضروات، وشرب كميات كافية من الماء. إذا شعرتِ بألم أو انزعاج، استشيري طبيبك فورًا.
حرقة المعدة
مع نموّ الجنين، يزداد الضغط على المعدة، ممّا يؤدي إلى الشعور بالحرقة. تناولي وجبات صغيرة ومتكررة، وابتعدي عن تناول الأطعمة الدسمة والمقلية. يُفضل تناول الطعام قبل النوم بساعات لتجنب تفاقم الحموضة.
التورّم
قد تلاحظين تورمًا في أصابعك، وجهك، أو كاحليك بسبب تجمع السوائل. للتخفيف من ذلك، ارفعي قدميك خلال الجلوس، وانتعلي أحذيةً مريحة، واحرصي على تناول غذاء متوازن.
في الختام، يُعَدّ الثلث الثالث من الحمل مرحلةً تحمل تحدياتها وفرحتها، لكنه أيضًا يتطلب منك رعاية خاصة لنفسك. استمعي لجسمك وتواصلي مع طبيبك عند ملاحظتك لأيّ عوارض غير طبيعية. تذكري أن كل خطوة تتخذينها للعناية بجسمك تسهم في منح طفلك بداية صحية وآمنة. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن 5 أسباب لعدم تمكّنك من النوم في الثلث الثالث من الحمل.