تُعَدّ كثرة الافرازات في الشهر التاسع واحدة من أبرز الأمور التي تثير قلق العديد من النساء الحوامل. في هذه المرحلة، يتساءل الكثيرون عن معنى هذه الإفرازات، وما إذا كانت طبيعيّة أو تعكس مشكلة صحيّة. مع اقتراب موعد الولادة، تظهر العديد من التغيّرات في جسم المرأة الحامل، ومن أبرزها زيادة الإفرازات المهبليّة.
في هذا المقال، سنناقش بالتفصيل أسباب كثرة الإفرازات في الشهر التاسع، ونوضح ما إذا كانت علامة على الولادة القريبة أم مجرد تغير طبيعي. سنتطرق أيضًا إلى أنواع الإفرازات التي تدل على الولادة، وكيف يمكن التمييز بين ماء الجنين والإفرازات العادية. هدفنا هو تقديم معلومات شاملة مدعومة بأحدث الدراسات والمصادر الطبية الموثوقة.
هل كثرة الإفرازات في الشهر التاسع من علامات الولادة؟
هل كثرة الافرازات في الشهر التاسع تدلّ على اقتراب موعد الولادة؟ بدايةً، من المهم أن ندرك أن كثرة الإفرازات في الشهر التاسع تُعتبَر جزءًا طبيعيًا من الحمل. في هذا الشهر، يستعد الجسم للولادة من خلال تغييرات هرمونية وجسدية واضحة. على سبيل المثال، يزداد تدفق الدم إلى منطقة الحوض، مما يؤدي إلى زيادة نشاط الغدد المخاطية في عنق الرحم. هذا النشاط الإضافي يتسبب في زيادة الإفرازات المهبلية. وفقًا لدراسة نشرتها American Journal of Obstetrics & Gynecology، تُظهر التغيرات الهرمونية دورًا كبيرًا في تحفيز هذه الإفرازات خلال الشهر الأخير من الحمل.
ومع ذلك، لا يمكننا تجاهل حقيقة أن بعض أنواع الإفرازات قد تكون علامة على الولادة القريبة. عندما تبدأ إفرازات مخاطية مختلطة بدم طفيف بالظهور (المعروفة باسم “العلامة الدموية”)، فهذا يعني غالبًا أن عنق الرحم بدأ في التمدد أو الانفتاح استعدادًا للولادة. أكدت Mayo Clinic أن هذه العلامة تُعتبر مؤشرًا شائعًا على بدء المخاض.
إضافةً إلى ذلك، يرافق هذه الإفرازات أحيانًا عوارض أخرى مثل تقلصات قوية ومنتظمة. ممّا يعزّز فكرة أن الولادة باتت قريبة. مع ذلك، تظل استشارة الطبيب ضرورية للتأكّد من الحال الصحية.
ما هي الإفرازات التي تدل على الولادة؟
هل كثرة الافرازات في الشهر التاسع يدلّ على قرب الولادة؟ وكيف يكون شكلها؟ عندما تقترب الولادة، تبدأ بعض التغيرات في الإفرازات المهبلية بالظهور. تُصبح الإفرازات التي تشير إلى الولادة عادةً أكثر سماكة، مخاطية القوام، ويميل لونها إلى الأبيض أو قد تحتوي على آثار من الدم. هذه الإفرازات المخاطية، والمعروفة باسم “العلامة الدموية”، تدل على أن عنق الرحم يستعد للتمدّد.
وفقًا لدراسة أجرتها Journal of Midwifery & Women’s Health، تُعتبَر الإفرازات التي تحتوي دم طفيف من العلامات الأولى على اقتراب الولادة. وأكدت الدراسة أن هذه الإفرازات قد تظهر قبل الولادة بأيام أو حتى ساعات.
على النقيض من ذلك، إذا لاحظت الحامل إفرازات ذات لون غير طبيعي مثل الأخضر أو الأصفر، أو إذا كانت ذات رائحة كريهة، فقد يشير ذلك إلى وجود عدوى مهبليّة. في هذه الحاة، يُنصح بزيارة الطبيب فورًا لتجنّب مواجهة أيّ مضاعفات قد تؤثّر على صحّة الحمل أو الولادة.
كيف أفرق بين ماء الجنين والإفرازات؟
بعد التعرّف على دلالة كثرة الافرازات في الشهر التاسع ، يُطرَح سؤال: كيف أفرق بين ماء الجنين والإفرازات؟ لفهم ذلك، من المهم التركيز على ثلاثة عوامل رئيسية: الكميّة، والقوام، والرائحة.
أوّلًا: الكميّة
يحدث نزول ماء الجنين عادةً بكميّاتٍ كبيرةٍ مقارنةً بالإفرازات العاديّة. قد يكون التسرّب بطيئًا أو يحدث دفعة واحدة. أما الإفرازات المهبليّة، فتظهر بكمياّتٍ أقلّ وثابتة.
ثانيًا: القوام
يكون ماء الجنين مائيًا وشفافًا، في حين أن الإفرازات الطبيعية غالبًا ما تكون أكثر سماكة ولزوجة. إذا لاحظت المرأة الحامل أن السائل المفرز يشبه الماء، فمن الضروريّ الاتّصال بالطبيب للتأكّد.
ثالثًا: الرائحة
عادةً ما يكون ماء الجنين عديم الرائحة أو له رائحة خفيفة جدًا. أمّا إذا لاحظت المرأة أن الإفرازات أو السوائل ذات رائحة قوية أو كريهة، فقد يكون ذلك علامةً على وجود مشكلة تستدعي التدخل الطبي.
تنصح Perinatal Education Journal النساء الحوامل بعدم التردد في زيارة الطبيب عند الاشتباه بأن السائل الذي ينزل هو ماء الجنين. يمكن أن يحدد التأكد من طبيعة السائل إذا ما كان هناك تمزق في الكيس الأمنيوسي.
ختامًا، تُعتبَر كثرة الإفرازات في الشهر التاسع في الغالب جزءًا طبيعيًا من التحولات الجسدية التي تحدث في نهاية الحمل. في معظم الحالات، تعكس هذه الإفرازات استعداد الجسم للولادة، خاصةً إذا ظهرت إفرازات مخاطية أو مصحوبة بآثار من الدم. مع ذلك، ينبغي أن تبقى الحامل حذرة وتراقب أي تغير غير طبيعي، مثل تغير اللون أو الرائحة، لأنه قد يكون علامة على وجود مشكلة صحيّة. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وأطلعناكِ على أضرار سماكة عنق الرحم على الولادة.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أن وعي الحامل بمثل هذه التفاصيل يُخفّف من قلقها ويجعل تجربتها أكثر أمانًا. على الحامل أن تثق بجسدها وأن تلجأ دائمًا إلى الطبيب عند الحاجة، لأن المتابعة الطبية الدقيقة تُعتبر مفتاحًا لضمان سلامة الأم والجنين على حد سواء.
