عنق الرحم سميك بالشهر التاسع فما أضرار هذه الحال؟ هذه حال شائعة تقلق العديد من النساء الحوامل، خاصّةً عندما يقترب موعد الولادة. تنتظر الحوامل بفارغ الصبر علامات تشير إلى استعداد أجسادهنَّ لعملية الولادة، مثل ترقّق عنق الرحم وانفتاحه التدريجي. ومع ذلك، قد تجد بعض الحوامل أن عنق الرحم لا يزال سميكًا. ممّا يثير تساؤلاتٍ حول تأثير ذلك على توقيت الولادة.
في هذا المقال، سنناقش بالتفصيل معنى أن يكون عنق الرحم سميكًا، والأسباب التي تؤدي إلى المعاناة من هذه الحال في الشهر التاسع. كما سنلقي الضوء على تأثير سماكة عنق الرحم على عملية الولادة، ونقدم نصائح علميّة للتعامل مع هذا الوضع بطريقةٍ آمنةٍ وصحيّة.
ما معنى أن يكون عنق الرحم سميكاً؟
عنق الرحم سميك بالشهر التاسع فما تفسير هذه الحال؟ عنق الرحم هو الجزء السفلي من الرحم الذي يربط الرحم بالمهبل. خلال فترة الحمل، يظلّ عنق الرحم مغلقًا وسميكًا ليحمي الجنين من المخاطر الخارجية. ومع اقتراب موعد الولادة، يبدأ عنق الرحم بالانفتاح والترقّق لتمكين خروج الجنين عبر قناة الولادة.
عندما يقال إن عنق الرحم سميك بالشهر التاسع، فهذا يعني أن التغيرات الطبيعية التي تحدث لتهيئة الجسم للولادة لم تبدأ بعد. وفقًا لدراسة نُشرت في American Journal of Obstetrics & Gynecology، فإن سماكة عنق الرحم قد تشير إلى أن الجسم يحتاج إلى وقت أطول للاستعداد للولادة.
ما سبب سماكة عنق الرحم في الشهر التاسع؟
عنق الرحم سميك بالشهر التاسع فما السبب؟ تتعدد الأسباب التي قد تؤدي إلى سماكة عنق الرحم في الشهر التاسع، وتشمل عوامل جسدية وهرمونية وحتى نفسية. في ما يلي الأسباب الرئيسية التي تؤدّي إلى هذه الحال، سنكشف لكِ في ما يلي عن أبرزها:
1. تغيرات هرمونيّة
تؤدّي الهرمونات مثل الإستروجين والبروجستيرون دورًا رئيسيًا في تجهيز الجسم للولادة. إذا لم تحدث تغيّرات كافية في هذه الهرمونات، فقد يظل عنق الرحم سميكًا وغير مستعد. ذكرت دراسة نشرتها Journal of Perinatal Medicine أن تأخر استجابة الجسم لهذه الهرمونات قد يؤدّي إلى تأخير التغيرات الطبيعيّة في عنق الرحم.
2. الحمل الأول
في الحمل الأول، تكون عضلات وعنق الرحم غير معتادة على التغيرات المطلوبة للولادة. لذلك، قد تستغرق عملية ترقق عنق الرحم وانفتاحه وقتًا أطول مقارنة بالحمل الثاني أو الثالث.
3. التوتّر والضغط النفسي
يؤثر الشعور بالتوتر والقلق على التوازن الهرموني في الجسم، ممّا قد يعيق عمليّة التحضير للولادة. أشارت دراسة نُشرت في Journal of Psychosomatic Obstetrics & Gynecology إلى أن النساء اللواتي يعانين من مستويات عالية من التوتر قد يواجهن صعوبة أكبر في بدء المخاض.
4. نقص ممارسة النشاط البدني
يمكن أن تؤدّي قلة الحركة والنشاط البدني إلى بطء الاستجابة الجسدية للتغيرات الطبيعية. وهنا قد تساعد ممارسة التمارين البسيطة مثل المشي في تحفيز الجسم على التهيّؤ للولادة.
هل عنق الرحم السميك يؤثّر على الولادة؟
السؤال الأهم الذي تطرحه العديد من النساء الحوامل هو: عنق الرحم سميك بالشهر التاسع فهل يمكن أن يؤخّر الولادة؟ تعتمد الإجابة على عدّة عوامل، منها طبيعة الجسم ومدى استعداد الرحم والجنين للولادة. في معظم الحالات، عنق الرحم السميك لا يمنع الولادة ولكنّه قد يؤدي إلى تأخيرها قليلًا.
1. تأثيره على الولادة الطبيعيّة
عندما يكون عنق الرحم سميكًا، قد تحتاج المرأة إلى وقت أطول حتّى يبدأ المخاض. قد يقترح الطبيب اعتماد تقنيّات تحفيزية، مثل استخدام الجل الهرموني الذي يحتوي البروستاجلاندين لتحفيز التغيّرات في عنق الرحم. وفقًا لـ Mayo Clinic، تعتبر هذه التقنيات آمنة إذا أُجريت تحت إشراف طبي.
2. الولادة القيصريّة كخيار بديل
في بعض الحالات، إذا استمرّت سماكة عنق الرحم مع وجود مخاطر صحيّة على الأم أو الجنين، قد يوصي الطبيب بالولادة القيصرية. ذكرت National Institute for Health and Care Excellence (NICE) أنّ التقييم الطبي الشامل يجب أن يُجرى قبل اتّخاذ قرار الولادة القيصريّة.
3. تحفيز الولادة بطرق طبيعيّة
يمكن للحامل اتّباع بعض الطرق الطبيعيّة لتحفيز الجسم على بدء التغيرات اللازمة. من بين هذه الطرق، المشي، تناول بعض الأطعمة التي تحفز انقباضات الرحم مثل الأناناس، أو ممارسة التمارين الخفيفة. مع ذلك، يجب استشارة الطبيب قبل تجربة أيّ طريقة جديدة.
في الختام، أن يكون عنق الرحم سميك بالشهر التاسع لا يعني بالضرورة أنّ الولادة ستتأخّر أو تكون صعبة، ولكنّه قد يشير إلى أنّ الجسم يحتاج وقتًا إضافيًا للتحضير لهذه العمليّة الطبيعيّة. من المهمّ أن تتابع المرأة حالها مع طبيبها بانتظام وأن تطلب استشارته في حال شعرت بأيّ قلقٍ أو تغيّر غير متوقَّع. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وأطلعناكِ على علامات الطلق في الشهر التاسع.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أنّ التوتّر الزائد قد يفاقم من سماكة عنق الرحم أو يؤخّر التغيّرات الطبيعيّة اللازمة للولادة. لذلك، أوصي بأن تحافظ المرأة على هدوئها وأن تمارس تقنيات الاسترخاء مثل التنفس العميق أو التأمل. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تكون الحامل على دراية بأن كل جسم يتفاعل بطريقة مختلفة، وما قد يحدث ببطء لبعض النساء قد يحدث بسرعة مفاجئة لنساء أخريات. الحفاظ على الثقة في الفريق الطبي والالتزام بتعليماته يضمن ولادة آمنة وسليمة.
