تُسهم التغيّرات الطبيعية التي تطرأ على جسم المرأة خلال الحمل وما بعد الولادة في جعلها أكثر عرضةً لمشاكل المرارة التي تقضي وظيفتها بتخزين العصارة الصفراوية التي يُنتجها الكبد وتساعد على هضم الدهون. في الإجمال، تتكوّن الحصى عندما تحتوي العصارة الصفراوية على كميات كبيرة من الكوليسترول والقليل من الملح، أو عندما تعجز المرارة عن إفراغ محتوياتها.
كيف تحمين نفسك من التهاب المرارة؟
أما خلال الحمل، فتعجز المرارة عن التقلص وتبطأ عملية إفراغها لمحتوياتها عندما ترتفع معدلات الأستروجين والبروجيسترون في الجسم، بحيث تبدأ العصارة الصفراوية بالتراكم وتشكيل الحصى. وبحسب الإحصائيات الأخيرة فإنّ 12% من النساء يعانين من التهابٍ في المرارة أثناء الحمل. وهذا الالتهاب قد يتراوح بين المعتدل والقوي وقد يحتّم تدخّلاً جراحياً لاستئصال المرارة. وبين أعراض المرارة، نذكر لكِ على سبيل المثال لا الحصر: ألم حاد في الجزء الأعلى من البطن بعد تناول وجبة طعام دسمة، وألم في الظهر ما بين الكتفين أو تحت الكتف الأيمن، وغثيان وتقيؤ وانتفاخ في البطن، إلخ. والجدير ذكره أنّ النساء البدينات هنّ أكثر عرضةً للإصابة بحصى المرارة نتيجة الدهون الزائدة التي ترفع معدل الكزوليسترول وتتسبب بتكوّن الحصى. كما أنّ الكيلوغرامات الإضافية التي تكتسبها المرأة خلال الحمل وترافقها حتى بعد الولادة تزيد من احتمالات إصابتها بمشاكل صحية على مستوى المرارة. هذا وقد تلعب محاولة خسارة الوزن الزائد بطريقة سريعة بعد الولادة دوراً في التسبب للمرأة بمشاكل في المرارة. إذ عندما يقوم الجسم بحرق الدهون بسرعة، فإنه يدفع بالكبد إلى تخزين المزيد من الكوليسترول في العصارة الصفراوية، الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى ظهور الحصى.
حصى المرارة: اسبابها واعراضها وطرق علاجها
وللتخفيف من وطأة هذه المحاولة، تنصحكِ "عائلتي" بأن تتبعي نظاماً غذائيّاً غنيّاً بالألياف، نظراً إلى قدرة هذه الأخيرة على التخفيف من معدل امتصاص الجسم لحامض الكولييك الذي يساعد بدوره في ذوبان الكوليسترول الموجود في العصارة، وتحرصي على عدم خسارة أكثر 0.9 كلغ في الأسبوع الواحد، وتزيدي مستوى نشاطك اليومي عبر ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة بانتظام.